الإسلام والملكية في المغرب.. ركيزتا الاستقرار والتقدم
تتجسد الهوية المغربية في توازن فريد بين مكوناتها الدينية والتاريخية، في نسق يظهر كيف أن الوطن يتناغم مع دينه، ويحقق التعايش بين الماضي والحاضر، وبين التقاليد والعصرنة، ورغم كل محاولات التشويه والتحريف التي قد يتعرض لها الإسلام، يظل هذا الدين الحنيف مصدر قوتنا، مرشدا لنا نحو العدل والمساواة، دافعا إلى تحقيق التنمية والسلام، ويكمن سر نجاح هذا التوازن في النموذج الفريد الذي تقدمه المملكة المغربية، الذي يجسد التناغم بين إمارة المؤمنين والملكية، بما يضمن استقرار الدولة وازدهارها.
الملكية المغربية ليست مجرد شكل من أشكال الحكم السياسي، بل هي مؤسسة تاريخية ودينية عميقة الجذور، يتجسد فيها الإيمان العميق بالشرعية الدينية والتاريخية، فالبيعة، التي تعد مظهرا من مظاهر العلاقة بين الملك والشعب، تمثل استمرارية تربط الأمة المغربية بتاريخ طويل من الإمارة الإسلامية، الذي يعود إلى أكثر من 1200 عام، فالمملكة المغربية لا تسير وفق نمط حكم دنيوي فحسب، بل هي صورة حية لمؤسسة دينية تمتلك الشرعية المستمدة من إمارة المؤمنين، التي تربط الحاكم برعاية شؤون الأمة وفق مبادئ الإسلام.
على مدار أكثر من 400 عام من حكم الأسرة العلوية، استطاع المغرب الحفاظ على استقرار سياسي ودبلوماسي متميز، وتجسد هذه الأسرة نموذجا فريدا في العالم العربي والإسلامي، حيث تجمع بين الحفاظ على الهوية الدينية للأمة وتحقيق التقدم في مجالات السياسة والاقتصاد وغيرها, ويعمل جلالة الملك محمد السادس، بوصفه وارثا للعرش العلوي، على تعزيز هذه الروابط التاريخية والدينية، مستمدا القوة من التزام الأمة بدينها الحنيف.
لا بد من التذكير أن الإسلام، كما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ليس دين يحارب الآخرين أو يعادي البشرية، بل هو دين يدعو إلى السلام والتعايش السلمي، لم يكن الإسلام يوما مصدرا للفرقة أو العنف، بل هو دين يعلو فيه العدل والمساواة، وتتحقق فيه حقوق الإنسان في أفضل صورها، ومن هذا المنطلق، ينبغي أن نرفض جميع المحاولات التي تهدف إلى تحريف صورة الإسلام من خلال إظهارنا كأعداء للسلام أو داعين إلى القتل والدمار.
الإسلام هو دين متكامل يعزز قيم التعاون والتعايش بين الشعوب، ويشجع على بناء المجتمعات القائمة على احترام حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية، والمملكة، تحت القيادة الحكيمة لجلالة لملك محمد السادس، تظل مثالا حيا على كيفية تطبيق هذه المبادئ الإسلامية في السياسة الداخلية والخارجية، فالمغرب هو وطن التسامح والتنوع، حيث يعيش المسلمون مع غير المسلمين في انسجام وتعاون، ويسعى إلى تعزيز الروابط الدبلوماسية مع جميع الدول.
ما يميز المغرب عن غيره من الدول العربية والإسلامية هو هذا التوازن الرائع بين التقاليد العريقة والعصرنة الحديثة، الملكية المغربية، بما تحمل من دور ديني في إمارة المؤمنين، تبقى حجر الزاوية في استقرار البلاد، إذ توفر شبكة أمان تاريخية ودينية تضمن حماية القيم الوطنية في ظل التحولات العميقة التي يشهدها العالم.
إن الارتباط بين الإسلام والملكية في المغرب هو ضمان لاستمرار استقرارنا، إذ أن الملك، بصفته أمير المؤمنين، يلتزم بحماية الإسلام كدين ودعوة للعدل والمساواة، كما أن هذا النظام الملكي يعمل على تجديد قيم الأمة بما يتناسب مع متطلبات العصر الحديث، إنه النموذج الذي يثبت قدرة الأمة المغربية على الموازنة بين الماضي والمستقبل، بين العقيدة والتحديث.
إن هذا النموذج الفريد يبرز المغرب كدولة ذات سيادة قوية، تحافظ على هويتها الإسلامية العميقة، في وقت باتت فيه بعض الدول تعيش تجاذبات وصراعات، وفي نفس الوقت، يواصل المغرب بناء علاقات دبلوماسية متميزة مع مختلف دول العالم، بما يعزز موقعه في الساحة الدولية كداعم للسلام والتعاون.
إن ما نراه في المملكة المغربية اليوم هو استمرار لنهج طويل من التاريخ الإسلامي المشرق، الذي يعكس بشكل واضح أن الإسلام هو دين العدل، والمساواة، والتعايش السلمي بين الأمم، الملكية، بما تمثله من رمز للدين والدولة، تمثل الضمانة لرفاهية شعبنا واستقرار وطننا، وبالرغم من التحديات التي قد يواجهها البعض في محاولاتهم لتشويه صورة الإسلام، يظل المغرب، بقيادته الحكيمة ودينه المعتدل، شامخا في صموده ضد هذه الحملات، ليظل دائما نموذجا للتعايش، والتقدم، والازدهار.
المغرب هو وطننا، والإسلام هو ديننا، والملكية هي ضماننا