تبون وحقيقة التحديات أمام نظام العسكر
منذ صعود الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى سدة الحكم في الجزائر، والمشهد السياسي في البلاد يتسم بتوتر داخلي وإقليمي، تطورات الساحة السياسية تؤكد أن النظام الجزائري يواجه تحديات كبيرة، منها استعادة ثقة شعبه وتقديم رؤية واضحة تحقق التنمية وتعيد بناء الجسور بين السلطة والمواطنين.
يتساءل المراقبون عن مصداقية نظام يدّعي الدفاع عن السيادة الوطنية بينما يعتمد على فرنسا في طباعة عملته الوطنية ويظل رهينا بمؤسسات فرنسية كصاسام التي تمتلك حقوق بث النشيد الوطني الجزائري، كيف يمكن إقناع الشعب بالاستقلال الحقيقي إذا كان الرمز الوطني ذاته يخضع لشروط دولية؟
لا يمكن إغفال الدور الذي يلعبه النظام في توجيه ثروات البلاد النفطية والغازية نحو صفقات تسليح ودعم أنظمة مشبوهة بدل استثمارها في تحسين معيشة المواطن الجزائري، المواطن الذي يكافح يوميا ضد الفقر والتهميش يستحق توجيه تلك الموارد لبناء اقتصاد مستدام ومجتمع عادل.
الشعارات التي يرفعها النظام الجزائري حول الديمقراطية تصطدم بواقع يعيشه الجزائريون يوميا، حرية التعبير مقيدة، والمجتمع المدني يواجه ضغوطا متزايدة، مما يجعل الحديث عن الإصلاحات السياسية مجرد وعود تفتقد إلى التنفيذ.
التوتر مع المملكة المغربية حول قضية الصحراء المغربية يثير تساؤلات حول أولويات النظام الجزائري، بدلا من السعي لبناء شراكات تعزز استقرار المنطقة، يكرّس النظام جهوده لدعم كيانات وهمة لا تحظى بأي اهتمام جدي على الساحة الدولية.
رغم ما يروج له النظام من تمجيد للمقاومة الجزائرية ضد الاستعمار، لا يزال فشله في استعادة جماجم المقاومين من فرنسا نقطة سوداء في تاريخه، التناقض بين خطاب النظام وواقعه يضعه في مأزق حقيقي أمام شعبه والعالم.
إن استمرار النظام الجزائري في تجاهل المطالب الشعبية وتبديد الموارد دون تحقيق تنمية حقيقية سيؤدي إلى مزيد من التراجع على جميع المستويات، الشعب الجزائري يستحق قيادة تحمل همومه بصدق وتعمل على وضع حد للسياسات التي تفتقد للرؤية والمسؤولية.