ابنة رئيس جنوب أفريقيا السابق تدعم استقلال جمهورية القبائل عن الجزائر
في مفاجأة من العيار الثقيل، أشعلت نتومبي فيليسيا مسيزا، ابنة رئيس جنوب أفريقيا السابق جاكوب زوما الأوساط السياسية الدولية بتأييدها العلني لاستقلال جمهورية القبائل عن الجزائر، وهو الموقف الذي يمثل ضربة قاضية لنظام الكابرانات في الجزائر ويعكس انقساما عميقا في السياسة الإقليمية.
وجاء هذا الإعلان خلال مشاركة فيليسيا عن بعد في لقاء نظمته حركة مغرب الغد برئاسة الدكتور مصطفى عزيز، وجمهورية القبايل برئاسة فرحات مهني، الذي انعقد في العاصمة الفرنسية باريس يوم الأربعاء 4 دجنبر 2024، وقد أثارت مشاركتها في الاجتماع اهتماما دوليا كبيرا، حيث جاء موقفها الداعم لاستقلال منطقة القبائل متزامنا مع زيارة رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا إلى الجزائر.
هذا التوقيت الحساس يسلط الضوء على التحولات الكبرى في مواقف بعض الشخصيات المؤثرة على الساحة الدولية تجاه قضايا حقوق الإنسان في الجزائر، إذ أعلنت نتومبي فيليسيا مسيزا خلال كلمتها دعمها المطلق لاستقلال منطقة القبائل عن الجزائر، ما شكّل صفعة قوية للنظام الجزائري، الذي يحاول تعزيز علاقاته الخارجية لتخفيف الضغوط المتزايدة عليه داخليا وخارجيا.
في خطابها، عبرت ابنة زوما عن دعمها المطلق لحركة تقرير مصير القبائل، قائلة: “إنها قضية عظيمة، قضية شعب ناضل عبر التاريخ للحفاظ على سيادته، شعب لا يزال يعاني من القمع والانتهاك المستمر لحقوقه”، هذه الكلمات تأتي لتشكل تحولا دراماتيكيا في المشهد السياسي، خاصة في وقت حساس تواصل فيه الجزائر قمع الأصوات المطالبة بالحرية في مناطق مختلفة من البلاد، وعلى رأسها منطقة القبايل، التي لا تزال تتعرض لظلم تاريخي فرضه النظام العسكري في الجزائر العاصمة.
لطالما كانت القبائل، بشعبها المناضل، رمزا للمقاومة والتضحية، من لالة فاطمة نسومر إلى حسين آيت أحمد، قادت المنطقة المقاومة ضد الاستعمار الفرنسي، ودفعت ثمنا باهظا من أجل استقلال الجزائر، لكن بعد الاستقلال الرسمي عام 1962، استمرت معاناتهم تحت وطأة هيمنة النظام العسكري، حيث سعى الكابرانات إلى فرض سياسة التعايش القسري بين مختلف المكونات الوطنية، مما أدى إلى تهميش مستمر للهوية القبايلية.
ولكن اليوم، باتت جبهة القبايل أكثر قوة وتصميما، وقد أضافت ابنة جاكوب زوما صوتا دوليا هاما لقضيتهم، حين عبرت عن دعمها العلني لفرحات مهني، زعيم حركة استقلال القبايل، قائلة: “إنه شعب حرم من حقوقه، ورغم ذلك، لا يزال يقاوم بكل قوة من أجل استعادة سيادته على أرضه”، هذا الدعم ليس مجرد تعبير عن التضامن السياسي، بل يشكل إعلانا واضحا بأن شعب القبايل لن يبقى وحيدا في معركته ضد الطغيان.
والأكثر إثارة هو توقيت هذا الموقف، الذي يأتي في وقت يعاني فيه النظام الجزائري من ضغوط داخليه وخارجية، فقد أظهرت التقارير الدولية تضاعفا في قمع الأصوات المعارضة، بما في ذلك المدافعين عن حقوق الإنسان في منطقة القبائل. في تقرير “عالم السكان الأصليين 2024″، نقلت شهادات عن ممارسات القمع الوحشي التي يتعرض لها المدافعون عن حقوق الإنسان في الجزائر، مما دفع المجتمع الدولي إلى التنديد بتجاهل النظام الجزائري للحقوق الأساسية لشعب القبائل.
من خلال هذا الموقف، تفتح ابنة الرئيس الجنوب أفريقي جاكوب زوما نافذة جديدة على دعم دولي للحركة القبايلية، هذا الدعم من شخصية سياسية بارزة على الساحة الدولية يمثل ضربة قاسية للنظام الجزائري، الذي كان يعتقد لسنوات أن صمت المجتمع الدولي تجاه القضايا الداخلية لبلاده سيساعده في الاستمرار في حكمه الاستبدادي.
إن دعم الحركة من قبل شخصيات مؤثرة مثل ابنة زوما لا يمكن تجاهله، فهو يعكس تحولا في المواقف الدولية تجاه قضايا حقوق الإنسان في الجزائر، ويكشف عن تنامي التضامن الدولي مع حق شعب القبائل في تقرير مصيره، هذه المواقف قد تكون الشرارة التي تشعل المزيد من التحركات الدولية لدعم قضية القبايل، وتشكل نقطة تحول في الصراع الطويل بين الشعب القبائلي والنظام الجزائري.
لقد أثبتت ابنة جاكوب زوما في خطابها أنها ليست مجرد صوت في عالم السياسة الدولية، بل هي منارة أمل لشعب القبائل، هي تدرك تماما أن تقرير المصير ليس مجرد حق قانوني، بل هو ضرورة أخلاقية لتكريس قيم العدالة والحرية. والآن، مع هذا الدعم الرفيع، يبدأ مشوار جديد لشعب القبايل في سعيه للحرية، وهو مشوار قد يكون أقرب مما يتصور الكثيرون.
وفي هذا السياق، نطرح السؤال: هل سيكون هذا الموقف نقطة البداية لإنهاء حقبة طويلة من الظلم والهيمنة في الجزائر؟ الأيام القادمة وحدها هي التي ستجيب، ولكن، ما هو مؤكد الآن هو أن قضية القبائل قد أصبحت أكثر من مجرد نزاع إقليمي، إنها قضية عالمية تسطر تاريخا جديدا للحرية والكرامة.