مجتمع

اعتداء مجهولين على الثانوية التأهيلية سيدي وسيدي بتارودانت

شارك المقال

في مساء يوم الجمعة 29 نونبر 2024، شهدت الثانوية التأهيلية سيدي وسيدي بمدينة تارودانت حادثة مأساوية هزت أركان المؤسسة التعليمية وأثارت حالة من الرعب والهلع بين التلاميذ والطاقم التربوي، حيث اقتحم أشخاص مجهولين خارجين عن القانون حرم المؤسسة، مخترقين أسوارها المتهالكة التي لا تتجاوز ثلاثة أمتار.

بحلول الساعة الخامسة والنصف من مساء ذلك اليوم، تمكنت هذه العناصر من الدخول إلى الثانوية بكل وقاحة، لتقوم بالتهديدات والاعتداءات اللفظية والجسدية على الأساتذة والتلاميذ، مما أدى إلى إصابة أستاذتين، الأولى تعرضت لإصابة في عينها اليمنى، بينما أصيبت الأخرى في رجلها جراء الهجوم العنيف، شهادات شهود العيان أكدت أن التلميذات اللاتي تواجدن في الملاعب اضطررن للفرار بسبب حالة الرعب التي اجتاحت المكان.

تم الاتصال بالشرطة على الفور، حيث حضرت الفرق الأمنية إلى المؤسسة ونجحت في القبض على أحد المعتدين، في حين تم تحرير محضر رسمي بالواقعة، ورغم التدخل الأمني، يرى العديد من المهتمين أن هذا الإجراء لا يكفي للحد من مثل هذه الاعتداءات المتكررة، ويشددون على ضرورة تعزيز الإجراءات الأمنية والبنية التحتية للمؤسسة.

صورة من سور الثانوية التأهيلية سيدي وسيدي
صورة من سور الثانوية التأهيلية سيدي وسيدي

تعد هذه الحادثة بمثابة جرس إنذار بشأن أزمة البنية التحتية التي تعاني منها الثانوية التأهيلية منذ تأسيسها في عام 1990، فالسور المتداعي، الذي يبلغ ارتفاعه ثلاثة أمتار فقط، لا يضمن حماية كافية للمؤسسة، ما يتيح للمتطفلين الدخول والخروج بسهولة، هذا الوضع الأمني الهش لا يقتصر على هذا الاعتداء فقط، فقد سبق أن شهدت المؤسسة عدة حوادث مشابهة مثل سرقة المعدات الرياضية والأدوات المدرسية.

الآثار النفسية لهذه الحوادث كانت واضحة على الجميع، حيث أعرب العديد من الأساتذة والأستاذات والتلاميذ والتلميذات عن خوفهم وقلقهم المستمر الذي يؤثر على أداء العملية التعليمية، الوضع الهش يعيق الأساتذة في أداء مهامهم التربوية على أكمل وجه، ويؤثر سلبا على الأنشطة الرياضية التي تعتبر جزءا أساسيا من حياة الثانوية.

لقد أكد الجميع على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لتوفير بيئة آمنة للتلاميذ والأساتذة، من خلال إعادة بناء الأسوار وفق معايير تضمن حماية فعالة، وتوفير حراسة دائمة للمؤسسة، إضافة إلى ذلك، يجب تقديم جلسات دعم نفسي للتلاميذ والأساتذة لمعالجة الآثار النفسية التي خلفتها الحادثة.

إن الحادثة التي تعرضت لها الثانوية التأهيلية سيدي وسيدي تضع المسؤولين أمام مسؤولية كبيرة في تحسين الوضعية، فالمؤسسات التعليمية يجب أن تكون بيئة آمنة تسهم في تحفيز التلاميذ على التعلم والنمو، بعيدا عن تهديدات الخارج التي لا ينبغي أن تجد مكانا في مدارسنا.

موراكوش.كوم

"موراكوش.كوم" جريدة إلكترونية مغربية شاملة تنحاز للحقيقة والواقع وتحارب الأخبار الزائفة و المضللة، تشتغل وفقا لمقتضيات النصوص التشريعية التي تؤطر مجال حرية التعبير ومجال الصحافة وتلتزم بأخلاقيات المهنة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *