قضايا دولية

رسالة ملكية تضيء درب التضامن مع فلسطين وتؤكد موقف المملكة المغربية الثابت

شارك المقال

في رسالة سامية موجهة إلى رئيس اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، شيخ نيانغ، بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، أعاد جلالة الملك محمد السادس، تأكيد موقف المملكة المغربية الراسخ من دعم القضية الفلسطينية، وتبرز الرسالة، التي تمثل دعامة قوية في مسار الدبلوماسية المغربية، الالتزام الثابت تجاه حقوق الشعب الفلسطيني والمساهمة في الجهود الدولية لتحقيق السلام والاستقرار.

جاءت الرسالة الملكية لتؤكد على محورية القضية الفلسطينية في السياسة الخارجية للمملكة المغربية، باعتبارها مفتاحا أساسيا للسلام في الشرق الأوسط، وأعاد جلالة الملك التشديد على ضرورة حل الدولتين، بما يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

أبرزت الرسالة الملكية قلق المملكة العميق إزاء الوضع المأساوي في قطاع غزة جراء الاجتياح الإسرائيلي، الذي أودى بحياة الآلاف وأدى إلى تدمير واسع للبنية التحتية، ودعا جلالته إلى وقف فوري وشامل لإطلاق النار، مع ضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل مستدام وغير مشروط.

في هذا السياق، أشار جلالة الملك إلى المبادرات المغربية الميدانية، ومنها إرسال مساعدات إنسانية وطبية عاجلة إلى قطاع غزة، شملت معدات علاج الحروق والطوارئ الجراحية، هذا التحرك يعكس الالتزام المغربي بالتخفيف من معاناة الفلسطينيين ودعم صمودهم.

في ظل استمرار التوترات والتحديات، جددت الرسالة الدعوة إلى إطلاق مفاوضات جادة تهدف إلى تحقيق تسوية شاملة وعادلة للقضية الفلسطينية، وأكدت على أهمية دور المجتمع الدولي، خاصة الدول المؤثرة، في تفعيل دينامية دبلوماسية جديدة تعيد الأطراف المعنية إلى طاولة المفاوضات.

بصفته رئيسا للجنة القدس، شدد جلالة الملك على ضرورة الحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي للمدينة المقدسة، وأكد استمرار جهود وكالة بيت مال القدس، التي تعمل على تحسين الأوضاع المعيشية للمقدسيين ودعم صمودهم أمام التحديات.

اختتمت الرسالة الملكية بتأكيد الدعم الكامل للمساعي النبيلة التي تقوم بها اللجنة الأممية، مع التزام المملكة المغربية بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني حتى تحقيق حقوقه المشروعة، إن هذه الرسالة ليست مجرد بيان سياسي، بل هي دليل آخر على الدور الريادي الذي تلعبه المملكة في نصرة قضايا الأمة العربية والإسلامية.

تأتي الرسالة الملكية لتسلط الضوء على النهج الإنساني والدبلوماسي للمملكة المغربية في التعامل مع القضية الفلسطينية، مستندة إلى رؤية شاملة تجمع بين الدعم السياسي المبدئي والإجراءات الميدانية الملموسة، وتبقى المملكة، بقيادة جلالة الملك، شريكا أساسيا في الجهود الدولية الهادفة لتحقيق سلام عادل ودائم يضمن الحقوق الفلسطينية المشروعة، ويضع أسس التعايش والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

م المهدي غرايبة

صحفي مهني وباحث في مجال الإعلام الرقمي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *