غزة تحت النار.. تقرير أممي يكشف سمات إبادة جماعية وتدميرا شاملا
في قلب المشهد الكارثي الذي لا ينفك يتكرر في غزة، تنكشف المآسي التي تفوق التصور، وتطرح الإنسانية نفسها سؤالا ملحا، إلى أي مدى يمكننا الصمت أمام هذه المذبحة الجماعية؟ تقرير حديث صادر عن لجنة أممية خاصة كشف أن الأساليب المتبعة في الحرب على غزة تحمل سمات الإبادة الجماعية، مشيرا إلى حجم الدمار الذي لا يمس الحاضر فحسب، بل يمتد ليغتال مستقبل الأجيال القادمة.
تؤكد الأمم المتحدة في تقريرها أن ما يجري في غزة لا يقتصر على ضربات عسكرية عشوائية أو دفاع عن النفس، بل يتجلى كعقاب جماعي ممنهج، الحديث هنا لا يتعلق فقط بالأرقام المروعة، أكثر من 233,700 قتيل حتى الآن بل أيضا بالدمار الممنهج للبنى التحتية الأساسية، من شبكات المياه والكهرباء إلى المرافق الصحية والتعليمية، مما يخلق واقعا مريرا يتجاوز حدود الخيال.
التقرير يضع إصبعا على الجرح حين يشير إلى استخدام أكثر من 25000 طن من المتفجرات في القطاع، ما يعادل قوتين نوويتين من حجم القنبلة التي دمرت هيروشيما، هذه الأرقام ليست مجرد إحصائيات باردة، بل تصرخ بآلام من فقدوا حياتهم وآمال من يحاولون البقاء أحياء وسط هذا الجحيم.
وإذا كان الحصار المطبق قد خنق غزة اقتصاديا واجتماعيا، فإن منع وصول المساعدات الإنسانية وتدمير البنية التحتية يزيد من أعباء السكان المدنيين، حيث يتحول الخبز والماء إلى أحلام بعيدة المنال، الأمر لا يقتصر على الأضرار المادية فقط، البيئة الملوثة، والمياه المسممة، والمخاطر الصحية التي تلوح في الأفق هي قنابل موقوتة تهدد الأجيال القادمة.
في وجه هذا المشهد الذي يتحدى إنسانيتنا جميعا، يصبح الصمت شريكا في الجريمة، القوانين الدولية والمواثيق الإنسانية ليست نصوصا جامدة، بل هي خطوط حمراء لحماية كرامة الإنسان، العالم اليوم أمام مفترق طرق، إما أن ينهض للدفاع عن قيم العدالة والإنسانية، أو يغرق في صمت يبرر استمرار الظلم، غزة ليست مجرد عنوان لصراع عابر، إنها مرآة تسائل ضمير العالم أجمع.