إقتصاد

دور ميناء طنجة المتوسط وتصحيح المعلومات حول سفينة “Maersk Denver”

شارك المقال

أثارت الشائعات الأخيرة حول السفينة “ميرسك دنفر” جدلا واسعا، حيث زعم أن السفينة محملة بشحنات أسلحة ومتجهة إلى ميناء حيفا بعد رفض الموانئ الإسبانية استقبالها، إلا أن هذا الادعاء يفتقر إلى أي أساس من الصحة، السفينة “MAERSK DENVER US” هي سفينة حاويات مملوكة لشركة الشحن الدنماركية العملاقة “Maersk Line”، التي تعدّ من أكبر شركات الشحن البحري في العالم، وتمتلك أسطولا يتجاوز 700 سفينة.

انطلقت السفينة من ميناء نيويورك في الولايات المتحدة وتتجه نحو ميناء صلالة في سلطنة عمان، مع توقف مؤقت في ميناء طنجة المتوسط. من الجدير بالذكر أن ميناء طنجة يعتبر نقطة توقف مهمة بسبب احتكاره وحدتين من محطات معالجة الحاويات التي تديرها “ميرسك” في شمال المملكة المغربية، ما يجعل منه محطة لوجستية استراتيجية لشحن وتخزين البضائع.

توقفت السفينة في ميناء طنجة المتوسط لأسباب لوجستية بحتة منتصف ليلة 9 نونبر 2024، حيث قامت الشركة الدنماركية “ميرسك لاين” بنقل معظم عملياتها من موانئ برشلونة والجزيرة الخضراء إلى ميناء طنجة، بحيث يعتبر هذا الانتقال خطوة استراتيجية من قبل “ميرسك”، التي قررت الاستفادة من إمكانيات الميناء المغربي الرائدة، مما يتيح لها تسيير رحلات بحرية بسلاسة وكفاءة عالية بين القارات.

تعود أصول الشائعة إلى منشورات عبر وسائل التواصل الإجتماعي، حيث تم الترويج لرواية خاطئة مفادها أن السفينة محملة بشحنة أسلحة متجهة إلى إسرائيل، إلا أن الحقيقة هي أن الشحنة عبارة عن بضائع وسلع عادية، وليس هناك أي دليل على وجود أسلحة على متن السفينة، تسببت هذه الشائعات في موجة من اللغط بين الرأي العام، رغم توفر وسائل تقنية بسيطة للتحقق من مسار السفن.

إن قرار “ميرسك لاين” بالانتقال إلى ميناء طنجة المتوسط يعكس نجاح المملكة في تعزيز مكانتها كمركز شحن عالمي، ويعزز المنافسة بين الموانئ الإقليمية، هذا الانتقال يعكس بوضوح مستوى التنافسية العالية التي أصبح يتمتع بها ميناء طنجة المتوسط في المنطقة، خاصة مع قدرته على استيعاب كبرى الشركات العالمية، مما يعد إنجازا لوجستيا استراتيجيا للمملكة.

ولا شك أن المملكة، من خلال مشاريعها الاستراتيجية كميناء طنجة المتوسط، يعزز مكانتها كجسر بين قارات العالم ويرسخ دورها كمحور للتبادل بين أوروبا وإفريقيا، وبين البحر المتوسط والمحيط الأطلسي، ويعد ميناء طنجة المتوسط مثالا على رؤية المملكة المستقبلية في الانفتاح والتطور، إذ لا يقتصر على تعزيز اقتصاده فحسب، بل يعمق جذوره في الفضاء الأورومتوسطي، ويقوي صلاته مع محيطه المغاربي والعربي، كما يظهر المغرب كفاعل أساسي وشريك رئيسي في المبادلات الدولية، مؤكدا على اندماجه الكامل في الاقتصاد العالمي، ومع ذلك، يبقى هناك من يسعى لتشويه هذا النجاح، فمثل هذه المشاريع الرائدة تجذب أحيانا انتقادات من بعض الأطراف التي لا ترى في نجاح المملكة سوى مصدر للقلق والتنافس.

على ضوء هذه المعطيات، ندعو إلى توخي الحذر والتحقق من المعلومات قبل نشرها، خاصة في ظل وجود منصات متخصصة تتيح متابعة مسارات السفن بدقة، تكرار نشر مثل هذه الشائعات والأخبار الزائفة قد يضر بسمعة المملكة، ويثير بلبلة بلا داع، ويشدد هنا على أن ميناء طنجة المتوسط إنجاز اقتصادي ولوجستي يثبت نجاح المملكة في جذب الاستثمارات والشركات العالمية.

م المهدي غرايبة

صحفي مهني وباحث في مجال الإعلام الرقمي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *