المغرب يواصل تعزيز دوره كمركز رئيسي للطاقة المتجددة في شمال إفريقيا
تستمر جهود المغرب في تنفيذ إستراتيجية تحول الطاقة، حيث يتصدر المشهد كأحد أسرع الدول في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط في مشاريع الطاقة المتجددة، بحيث يهدف لزيادة مساهمة الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء إلى 52% بحلول عام 2030، وهو ما يعكس طموحات المملكة في تحقيق تحول كبير في قطاع الطاقة.
مع تزايد الطلب على الطاقة النظيفة في أوروبا، تتجه الأنظار نحو المملكة المغربية كداعم رئيسي لتلبية احتياجات القارة من الطاقة المتجددة، موقعها الجغرافي القريب من أوروبا وبنيتها التحتية المتقدمة يجعلان منها شريكا مثاليا في هذا المجال.
في هذا الإطار، عقد الكاتب العام لوزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة المغربية، زكريا حشلاف، اجتماعا مع مسؤولين بارزين من بعثة الاتحاد الأوروبي بالمغرب، بينهم المدير العام لمفاوضات الجوار والتوسع جيرت يان كوبمان وسفيرة الاتحاد الأوروبي لدى المملكة باتريشيا لومبارت كوساك. ناقش اللقاء سبل تعزيز الشراكة في مشاريع الطاقة المتجددة بين المملكة والاتحاد الأوروبي.
خلال اللقاء، استعرض حشلاف الاستراتيجيات الوطنية في مجال تحول الطاقة والتنمية المستدامة، مشيرا إلى أن المغرب كان أول دولة توقع اتفاقية الشراكة الخضراء مع الاتحاد الأوروبي، مما يعكس عمق العلاقات بين الطرفين، كما نوه سفير الاتحاد الأوروبي لدى المغرب، جيرت يان كوبمان، بمساعي المغرب في الاستثمار في الهيدروجين الأخضر وتسريع التحول نحو اقتصاد منخفض الكربون، معبرا عن إشادته بالشراكة الخضراء بين الاتحاد الأوروبي والمغرب.
يسعى المغرب لزيادة استثماراته في الطاقة المتجددة بشكل كبير، حيث يهدف إلى مضاعفة الاستثمارات إلى 1.5 مليار دولار سنويا بين 2024 و2027، مقارنة بالاستثمارات السابقة التي كانت تصل إلى 400 مليون دولار سنويا. ويظهر المغرب تقدما ملحوظا في هذا المجال، مع إنجاز نحو 4600 ميغاواط من الطاقة المتجددة قيد الاستغلال حاليا، وبرمجة مشاريع لإضافة قدرات تفوق 7500 ميغاواط حتى 2027.
كما تتطلع العديد من الدول الأوروبية إلى توقيع اتفاقيات لاستيراد الهيدروجين الأخضر من المغرب، في إطار جهودها لتأمين إمدادات الطاقة النظيفة، وقد أبرمت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، مع نظيرها الهولندي روب جيتن، خطة عمل مشتركة للطاقات المتجددة والهيدروجين الأخضر للفترة 2024-2025، والتي تركز على تعزيز التعاون بين البلدين وتبادل المعرفة وتطوير مشاريع مشتركة في هذا المجال.