الحليمي يتوعد فضح المقاطعين وكشف المستهترين بالإحصاء الوطني
في أرض يحاول فيها كل فرد أن يثبت ولاءه للراية والبلد، يظهر الإحصاء كواحد من تلك اللحظات التي تختبر فيها العزائم وتكشف فيها النوايا، أحمد الحليمي، المندوب السامي للتخطيط، لم يكن يتحدث من فراغ حين وجه إنذاره إلى من وصفهم بـ”أصحاب الفيلات” الذين يتفننون في تعطيل عملية الإحصاء باستخدام “كلابهم”، وكأنهم يسعون إلى إحباط مهمة وطنية مقدسة.
الإحصاء، الذي ينطلق في الأول من شتنبر 2024، ليس مجرد ممارسة روتينية، بل هو تجسيد لروح الوطن الحية في قلوب مواطنيه، ومن لا يرغب في المشاركة فيه، هو بلا شك، يقف في مواجهة مباشرة مع مفاهيم الانتماء والواجب، “ليس مجرد واجب وطني، بل قانون يعاقب من يتخلف”، هكذا قال الحليمي، واضعا النقاط على الحروف، مؤكدا أن كل من يقف ضد الإحصاء هو “يضع نفسه خارج المجموعة الوطنية”.
لعل التهديدات التي أطلقها الحليمي هي نداء أخير، ليس لمن يعتقدون أن “غناهم يعفيهم من الإحصاء”، بل للمجتمع ككل، كي يدرك أن الإحصاء ليس “للفقراء” أو “للمحتاجين”، بل هو لجميع المغاربة، بكل تنوعاتهم واختلافاتهم، بغض النظر عن وضعهم الاجتماعي.
إن هذا التحدي ليس فقط تحديا للمندوب السامي، بل هو أيضا تحد لنا جميعا، أن نقرر في قلوبنا وعقولنا، هل نحن جزء من هذه الأرض وهذا الشعب، أم أننا في مكان آخر، نخفي أنفسنا خلف جدران الفيلات وكلاب الحراسة.