اتحاد المغرب العربي.. حلم السكك الحديدية يعود من جديد
حينما تصحو الشعوب من غفوتها الطويلة، تولد من رحم التاريخ مشروعات تذكرنا بأن الأمل لا يموت وأن الحلم العربي لا يزال يحيا بيننا، خط السكك الحديدية المغاربي، تلك الفكرة التي كانت تراود أذهان الساسة والمفكرين في مغربنا الكبير منذ عقود، تعود اليوم إلى الواجهة لتعيد صياغة خارطة التعاون بين دولنا الثلاث: المغرب، الجزائر، وتونس.
الأمانة العامة لاتحاد المغرب العربي، بإصرارها الصلب وعزيمتها التي لا تلين، تواصل دفع عجلة هذا المشروع العملاق قدما، معيدة الأمل في ربط شرايين الأمة المغاربية عبر هذا الشريان الحديدي الذي سيجمع شعوبا تربطها الجغرافيا والتاريخ والثقافة.
إنها ليست مجرد سكك حديدية تمتد عبر الصحراء والسهول، بل هي رمز للوحدة المنشودة، لاقتصاديات تتكامل، وللأحلام التي تتخطى الحدود المرسومة على الخرائط، هذه الخطوط الحديدية ستربط قلوب الشعوب المغاربية قبل أن تربط أراضيها، وستكون جسرا يمد يد التعاون والتآخي بين الأشقاء.
اليوم، يقف مستشارو الاتحاد على أعتاب تحقيق هذا الحلم، حيث قدموا العناصر الرئيسية للمشروع للدول الأعضاء في الاتحاد، وكذلك للبنك الإفريقي للتنمية، الذي يدرس إمكانية تمويل هذا المشروع الطموح، وإذا ما تحققت هذه الفكرة، فإننا سنشهد بداية جديدة لعصر من التكامل والتعاون الذي طال انتظاره.
فليس المشروع مجرد بناء للسكك، بل هو بناء لجسر يمتد عبر قلوب وأرواح الأجيال القادمة، جسر سيذكرهم بأننا أمة واحدة، تاريخنا واحد، ومستقبلنا أيضا يجب أن يكون واحدا.
إن قطار الوحدة، الذي نأمل أن يسير على هذا الخط الحديدي، هو أكثر من مجرد وسيلة نقل، إنه رمز للاتحاد وللنهضة التي تستحقها شعوب المغرب العربي، دعونا لا نسمح بأن يبقى هذا الحلم مجرد كلمات على الورق، بل نعمل معا لتحقيقه، حتى نعيد لبلاد المغرب الكبير أمجادها وتاريخها المجيد.
فالسكك الحديدية المغاربية هي بداية الطريق نحو غدٍ مشرق، ولا شك أن الشعوب ستدعم هذا المشروع، لأنها تدرك أن القطار الذي ينتظره الجميع هو قطار المستقبل.