مجتمع

تصريحات وزير العدل تفتح باب النقاش حول ضرورة احترام التعاليم الدينية

شارك المقال

في تصريح مثير للجدل أدلى به وزير العدل عبد اللطيف وهبي خلال حوار صحفي، أشار إلى أنه لا يعتقد بوجود الشيطان عندما يختلي رجل بامرأة خارج إطار الزواج، وذهب إلى حد الاستهزاء بالسؤال عن “بطاقة التعريف الوطنية” للشيطان إذا كان حاضرا، هذه التصريحات أثارت موجة من الاستياء والانتقاد، كونها تتعارض بشكل صارخ مع تعاليم الدين الإسلامي وسنة رسول الله.

الرسول صلى الله عليه وسلم حذرنا في حديث صحيح من خطر الخلوة بين الرجل والمرأة بقوله: “ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما”, هذا الحديث يعبر بوضوح عن الخطر الروحي والأخلاقي الذي يمكن أن ينجم عن مثل هذه المواقف، ويؤكد على ضرورة الحفاظ على الحدود الشرعية بين الجنسين لتجنب الوقوع في الفتنة والفساد.

تصريحات الوزير تعكس نقصا واضحا في الوعي الديني، وتجاهلا لتحذيرات الشريعة الإسلامية من الخلوة المحرمة, والأخطر من ذلك، أن هذه التصريحات قد تفهم على أنها تشجيع ضمني على الفساد والانحلال الأخلاقي، وهو ما يمكن أن يقود المجتمع إلى الهلاك إذا لم يتم تداركه.

من الجدير بالذكر أن المملكة المغربية، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس بصفته أمير المؤمنين، يولي أهمية كبيرة للحفاظ على القيم الدينية والأخلاقية، وقد أكد في خطبه السامية أنه لن يحل ما حرم الله، ولن يحرم ما أحله الله، خاصة في الأمور التي تنظمها نصوص قرآنية قطعية، من بين هذه النصوص، قوله تعالى في سورة القصص: “وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ”، التي تؤكد على أهمية الالتزام بالضوابط الشرعية في التعامل بين الجنسين.

وفي موضع آخر، يقول الله جل وعلا في سورة الأحزاب: “وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ”، وهي آية أخرى تبرز أهمية المحافظة على الحياء والاحتشام في التعاملات بين الرجال والنساء.

من الواضح أن تصريحات الوزير تتعارض مع تعاليم الدين الإسلامي، ومع الخطابات السامية لجلالة الملك محمد السادس، ومن الضروري أن يتذكر المسؤولون في مواقعهم أن دورهم ليس فقط في تطبيق القانون، بل أيضا في صيانة القيم الدينية والأخلاقية التي تشكل أساس المجتمع المغربي، التشجيع على مثل هذه التصرفات يمكن أن يكون له آثار سلبية عميقة على المجتمع، وقد يفتح الباب أمام تفشي الفساد والفاحشة، وهو ما يتطلب وقفة حازمة وإعادة نظر في مثل هذه التصريحات.

م المهدي غرايبة

صحفي مهني وباحث في مجال الإعلام الرقمي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *