تحليل لنتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 وتأثيرها على العلاقات المغربية الأمريكية
تعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة في نوفمبر 2024 حدثا حاسما من المتوقع أن يؤثر بشكل كبير على العلاقات الدولية للولايات المتحدة، بما في ذلك شراكاتها مع دول مثل المملكة المغربية، وبناءا على الاستطلاعات الأولية، يبدو أن المنافسة الرئيسية ستكون بين الرئيس الحالي جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب، الذي يحظى بفرص كبيرة للعودة إلى البيت الأبيض.
يشير الخبير في الشؤون الأفريقية، الموساوي العجلاوي، إلى أن فترة حكم ترامب شهدت تطورا ملحوظا في العلاقات بين الولايات المتحدة والمملكة المغربية، خاصة في ما يتعلق بقضية الصحراء المغربية، إذ إن اعتراف ترامب بمغربية الصحراء وقراره بفتح قنصلية أمريكية في الداخلة يعتبران خطوات مهمة في تعزيز الشراكة بين البلدين.
وأكد الباحث نوفل البعمري، أن العلاقات المغربية الأمريكية شهدت تطورا على مختلف المستويات منذ توقيع الإعلان الرئاسي الذي اعترف بمغربية الصحراء، هذا التطور تعزز بتفاهم كبير في ملفات إقليمية ودولية مثل محاربة الإرهاب والأمن والسلم الدوليين، والتعاون الاستراتيجي في منطقة الساحل.
وتشير التحليلات إلى أن الشراكة بين المملكة والولايات المتحدة لم تعد مرتبطة بتغير الانتماء السياسي للرئيس الأمريكي، بل أصبحت جزءا من الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة، فالسياسة الخارجية الأمريكية تجاه المملكة المغربية تظهر أهمية المملكة كحليف استراتيجي في شمال إفريقيا.
الباحث في العلوم السياسية بجامعة جورج واشنطن الأمريكية، حمزة الأنفاسي، يرى أن تغير الرئيس الأمريكي سواء بعودة ترامب أو بقدوم رئيس آخر لن يؤثر بشكل جذري على العلاقات المغربية الأمريكية، نظرا لأهمية هذه الشراكة لكلا البلدين، ومع ذلك، يمكن للملكة المغربية استغلال عودة ترامب لتفعيل الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، وهي خطوة جمدتها إدارة بايدن.
تظل الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2024 عاملا حاسما في تحديد مسار العلاقات بين الولايات المتحدة والمملكة المغربية، في حال عودة ترامب إلى البيت الأبيض، من المرجح أن تشهد العلاقات بين البلدين مزيدا من التطور، خاصة في ما يتعلق بقضية الصحراء المغربية، أما إذا استمر بايدن في الحكم، فمن المتوقع أن تبقى العلاقات مستقرة ولكن مع تحديات جديدة تتعلق بتفعيل الاعتراف بمغربية الصحراء.
على المملكة المغربية أن تبقى مرنة ومستعدة للتعامل مع أي تغييرات قد تطرأ على السياسة الأمريكية بعد الانتخابات، مع التركيز على تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة في مختلف المجالات لضمان استمرارية الدعم الأمريكي لقضاياه الوطنية والإقليمية.