الصيدليات في المملكة المغربية تبدأ بيع مكملات غذائية ومستحضرات تجميل مشتقة من القنب الهندي
بدأت الصيدليات في المملكة في أوائل يونيو الحالي، تسويق المكملات الغذائية والمنتجات التجميلية المصنعة من القنب الهندي، تأتي هذه الخطوة بعد إعلان المملكة في 3 يونيو 2022 عن خطة عمل لاستغلال القنب الهندي لأغراض طبية وصناعية، ودخول قانون تقنين استعمالاته حيز التنفيذ في يوليو من نفس العام.
وفي إطار هذا التحول، تم منح التراخيص للمزارعين والشركات والمختبرات لبدء بيع 9 مكملات غذائية و10 مستحضرات تجميل في الصيدليات، تهدف المملكة المغربية من خلال هذه الخطوة إلى تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمناطق المعنية بزراعة القنب داخليا، بالإضافة إلى الاستفادة من عوائد تقنين القنب على الصعيدين الطبي والصناعي دوليا.
رغم هذه الخطوة، يعرب بعض المعارضين عن مخاوفهم من تأثير تقنين زراعة القنب الهندي على زيادة مساحات زراعة المخدرات وتفاقم ظاهرة الاتجار بها داخل المملكة، تشير إحصاءات رسمية إلى ارتفاع في الجرائم المرتبطة بالمخدرات، ما يعزز هذه المخاوف.
أعلنت كونفدرالية نقابات صيادلة المغرب أن الوكالة الوطنية لتقنين الأنشطة المتعلقة بالقنب الهندي عقدت اجتماعا حاسما مع ممثلين عن مديرية الأدوية والصيدلة وممثلين للصيادلة لمناقشة هذا القرار، كما أوضح الصيدلاني محمد سلامي، نائب رئيس الكونفدرالية، أن بعض المختبرات والشركات تقوم بالفعل بتسويق المنتجات المستخلصة من القنب، مثل المكملات الغذائية ومستحضرات التجميل.
أكد سلامي أن مادة الكانابيديول (CBD) المستخدمة في هذه المنتجات لا تسبب الإدمان ولا تؤثر على الجانب النفسي أو الدماغ، مما يسمح بتسويقها بأمان، وأشار إلى أن بلدانا أخرى مثل بلجيكا تستخلص مواد أخرى من القنب الهندي لاستخدامها في الأدوية.
وأشارت الوكالة الوطنية لتقنين الأنشطة المتعلقة بالقنب الهندي في أبريل الماضي إلى إنتاج 42 منتجا قانونيا في 2023، منها 11 منتجا تجميليا و31 مكملا غذائيا، وتم تسجيل بعضها لدى مديرية الأدوية والصيدلة، كما منحت وزارة الصحة 7 رخص تسجيل، تشمل مكملات غذائية ومنتجات تجميل ونظافة جسدية.
كما أعلنت المملكة المغربية في يناير الماضي عن اعتزامها إنشاء أول منطقة اقتصادية لتحويل القنب الهندي لأغراض طبية وصناعية بمدينة إساكن شمال المملكة على مساحة 10 هكتارات، بميزانية قدرها 45 مليون درهم، وفي مايو 2023، انطلق أول موسم لزراعة القنب الهندي في المملكة، مع منح 2905 تراخيص زراعة حتى أبريل 2024، وزراعة 2552 هكتارا مقارنة بـ286 هكتارا في 2023.
تطمح المملكة المغربية من خلال هذه الخطوة إلى دخول سوق القنب الهندي الدولي، حيث تشير الأرقام إلى نمو السوق العالمية للمنتجات المصنعة من القنب بنحو 30%، و60% في السوق الأوروبية، ويعتقد المدير العام لوكالة إنعاش وتنمية أقاليم الشمال، منير البيوسفي، أن القرب الجغرافي للمملكة من أوروبا سيمكنها من الانفتاح على هذا المجال الاقتصادي الواعد وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمناطق المعنية بزراعة القنب.