سياسة

التضليل الناتج عن الذكاء الاصطناعي يثير المخاوف حول الانتخابات الرئاسية عالميا

شارك المقال

تعتبر سنة 2024 محكا حقيقيا للأنظمة الديمقراطية في العالم، فهل ستكون في مستوى الحدث وتعزز ديمقراطيتها داخليا وخارجيا، أم انها ستظل تلعب على الوجهين، ديمقراطية داخلية وهيمنة وديكتاتورية بل دعما في إبادة الشعوب، خاصة ما يقع في الشرق الأوسط ومناطق أخرى من العالم، ويشكل عام 2024 اختبارا مهما للسياسة في عصر الذكاء الاصطناعي إذ تنظم فيه انتخابات في بلدان تمثل نصف سكان العالم بينما تساهم التكنولوجيا الحديثة في انتشار المعلومات المضللة والزائفة بشكل هائل، وتجري الإنتخابات في 60 دولة من بينها الهند وجنوب أفريقيا وبريطانيا وإندونيسيا والولايات المتحدة، إضافة إلى بعض دول الاتحاد الأوروبي، وجرى بالفعل أول اختبار لكيفية الصمود في مواجهة عاصفة من المعلومات المضللة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي.

لقد انتخب التايوانيون “لاي تشينغ تي” رئيسا لهم الأسبوع الماضي رغم حملة المعلومات المضللة الواسعة ضده والتي يشير خبراء بإصبع الاتهام فيها إلى الصين، لكن ما زال يتعين معرفة الكيفية التي ستتطور من خلالها الأحداث في بلدان أخرى، ويهدد الذكاء الاصطناعي التوليدي بمفاقمة الاستقطاب المتعمق في الأساس وانعدام الثقة في الإعلام التقليدي.

وعام 2023، كشفت صور مزيفة لدونالد ترامب أثناء توقيفه وأخرى لإعلان جو بايدن عن تعبئة عامة لدعم أوكرانيا حد التقدم الذي وصلت إليه هذه التكنولوجيا، وصنف المنتدى الاقتصادي العالمي التضليل على أنه مصدر التهديد الأكبر على مدى العامين المقبلين، وحذر من أن تقويض شرعية الانتخابات قد يؤدي إلى نزاعات داخلية وأعمال إرهابية وحتى “انهيار الدولة” في أسوأ الحالات.

وتلجأ مجموعات مرتبطة خصوصا بروسيا والصين وإيران والولايات المتحدة الامريكية وبعض دول الغرب، إلى التضليل المعتمد على الذكاء الاصطناعي، واستنسخت “عملية الدوبلغنجر أو الشبيه أو التي أطلقته مطلع عام 2022 مؤسسات إعلامية وعامة معروفة لنشر مواقف داعمة لروسيا خصوصا في ما يتعلّق بأوكرانيا.

وأشارت السلطات الفرنسية وشركة “META” المالكة لفيسبوك وواتساب وإنستغرام إلى تورّط الكرملين، في المقابل، يمكن أيضا للأنظمة القمعية استخدام تهديد التضليل لتبرير تعزيز الرقابة وغير ذلك من الانتهاكات الحقوقية، بحسب المنتدى الاقتصادي العالمي، تأمل الدول بالرد عبر القوانين، لكن عملها يعد بطيئا للغاية مقارنة بالتطور السريع للذكاء الاصطناعي.

وتعمل الصين والاتحاد الأوروبي على قوانين شاملة للذكاء الاصطناعي، لكنها ستستغرق وقتا، ويستبعد استكمال قانون الاتحاد الأوروبي قبل العام 2026، وتقول شركة “META” إنه سيتوجب على الجهات المعلنة كشف إن كان محتواها استخدم الذكاء الاصطناعي التوليدي بينما طرحت مايكروسوفت أداة تمكن المرشحين السياسيين من التأكيد على صحة محتواهم باستخدام علامة مائية رقمية، لكن المنصات تعتمد بشكل متزايد على الذكاء الاصطناعي في عمليات التحقق.

موراكوش.كوم

"موراكوش.كوم" جريدة إلكترونية مغربية شاملة تنحاز للحقيقة والواقع وتحارب الأخبار الزائفة و المضللة، تشتغل وفقا لمقتضيات النصوص التشريعية التي تؤطر مجال حرية التعبير ومجال الصحافة وتلتزم بأخلاقيات المهنة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *