منح الدكتوراه لباحث فلسطيني بعد وفاته: تكريم مؤثر يجسد الروح الأكاديمية والتضامن المغربي الفلسطيني
في قلب كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بجامعة القاضي عياض بالمدينة الحمراء مراكش، شهدت الأجواء تحضيرات مكثفة استعدادا لمنح الباحث الفلسطيني الراحل هاني دراوشة درجة الدكتوراه، بعد سنوات من البحث الجاد والعمل الدؤوب.
في يوم الجمعة، توافد حشد كبير من الباحثين والطلاب ووسائل الإعلام إلى القاعة لمتابعة مناقشة أطروحة الدكتوراه التي أعدها دراوشة بعنوان “التهرب الضريبي وأثره على الخزينة العامة: فلسطين نموذجا”.
على منصة المناقشة، جلس الأساتذة المشرفون على الأطروحة، عبد اللطيف بكور ونجاة العماري، برفقة أعضاء لجنة المناقشة الستة. لكن الشخصية الأكثر أهمية، هاني دراوشة، كان غائبا بجسده، حاضرا بروحه وصورته، بعد أن وافته المنية في حادث سير بالضفة الغربية قبل عام.
رغم وفاة دراوشة، استمرت الجامعة في إجراءات منح الدرجة العلمية، خاصة وأنه قد أتم جميع متطلبات الأطروحة قبل وفاته. بحضور السفير الفلسطيني في المملكة المغربية، جمال عبد اللطيف صالح الشوبكي، قررت اللجنة العلمية قبول الأطروحة ومنحه درجة الدكتوراه في الحقوق بتقدير “مشرف جدا”، مع التوصية بنشرها.
وصف عبد الفتاح بلعمشي، أستاذ العلاقات الدولية والقانون الدولي بالكلية، هذه المبادرة بأنها تكريم شرفي ورمزي. وأوضح في منشور عبر فيسبوك أن هذه الخطوة تكرم روح الباحث دراوشة، وتعد تكريما لأسرته ولكل فلسطين، وتعزز الروابط بين البلدين والشعبين الشقيقين.
حضر المناقشة هشام المراكشي، وأشاد بهذه الخطوة قائلا: “قد يكون من المعتاد مناقشة أطروحة دكتوراه لطالب متوفى، لكن الحضور الكبير للباحثين والطلاب يضفي طابعا خاصا على هذا الحدث.” وأضاف: “إنها القضية الفلسطينية التي تعيش في وجدان المغاربة”.
حضور الجمهور الكبير لم يكن مجرد دعم للعلم، بل كان تجسيدا للتضامن العميق مع القضية الفلسطينية، وعلامة على الروابط القوية التي تربط بين الشعبين المغربي والفلسطيني.