مشروع إكس لينكس.. بوابة التعاون الطاقي بين المملكة المغربية وبريطانيا
يعدّ مشروع تصدير الكهرباء من المملكة المغربية إلى بريطانيا، المعروف باسم إكس لينكس (Xlinks)، أحد أبرز المشاريع الطموحة التي تهدف إلى تعزيز التعاون الدولي في مجال الطاقة النظيفة، المشروع يبرز المغرب كواحدة من الدول الرائدة في استغلال موارد الطاقة المتجددة، ويسلّط الضوء على دوره المحوري في تزويد الأسواق العالمية بالطاقة المستدامة.
مشروع إكس لينكس يهدف إلى نقل الكهرباء المولّدة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في الصحراء المغربية، بالضبط بمنطقة كلميم واد نون إلى شبكة الكهرباء البريطانية، عبر خط بحري يعد الأطول في العالم، بطول 4000 كيلومتر، وبقدرة إنتاجية تصل الى 10.5 غيغاواط من الكهرباء المتجددة، ومرافق تخزين بسعة 20 غيغاواط، ما يكفي لتزويد أكثر من 9 ملايين منزل بريطاني بالكهرباء.
المشروع يعوّل على الطبيعة الجغرافية المثالية للمملكة المغربية، التي توفر أشعة شمس دائمة وسرعات رياح ثابتة، لتقديم مصدر طاقة متوقع وموثوق لمدة 19 ساعة يوميا على مدار العام.
يتطلب المشروع استثمارا يقدر بأكثر من 30 مليار دولار، ولكن بدون حاجة لدعم حكومي مباشر، ومع ذلك، فإنه يعتمد على عقد يضمن سعرا ثابتا للكهرباء يتراوح بين 70 و80 جنيها إسترلينيا لكل ميغاواط في الساعة.
المشروع ينسجم مع رؤية الحكومة البريطانية لتحقيق نظام طاقة نظيف بحلول عام 2030، ويسهم في خفض الانبعاثات الكربونية بنسبة %81 بحلول عام 2035 مقارنة بمستويات عام 1990.
رغم الطموحات الكبيرة، يواجه المشروع عدة تحديات، أبرزها، أن المشروع يتطلب دعما من الحكومة البريطانية لتأمين العقود اللازمة، إضافة الى أنه تأخر بالفعل لمدة عام، مما يثير القلق بشأن جدوله الزمني.
نجح المشروع في جذب استثمارات من شركات عالمية رائدة مثل توتال إنيرجي، وشركة طاقة، وجنرال إلكتريك، وأوكتوبس إنرجي، ما يعكس الثقة في إمكاناته الاقتصادية والبيئية، وتوقع أن يحدث المشروع تحولا في العلاقات الاقتصادية بين المملكة وبريطانيا، ويعزز من مكانة المغرب كوجهة رئيسية للاستثمار في الطاقة المتجددة، كما يثبت المشروع أن التعاون الدولي يمكن أن يكون حلا عمليا لمعالجة التحديات المناخية وتلبية احتياجات الطاقة المستدامة.