مبادرة “اقرأوه لتفهموه”: الإيسيسكو تنطلق بحملة غير مسبوقة لتعريف الغرب بجوهر القرآن الكريم
في مواجهة الإساءات المتكررة للقرآن الكريم في بعض الدول الغربية، أطلقت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) مبادرة جديدة تحت شعار “اقرأوه.. لتفهموه”، تهدف هذه المبادرة إلى تقديم القرآن الكريم بصورة ميسرة ومقنعة، بعيدا عن التعصب، وتوعية المواطنين في العواصم الغربية بالجوانب الإنسانية والحضارية له.
وأعلنت الإيسيسكو عن المبادرة في بيان أصدرته عقب اختتام أعمال المنتدى الدولي “القرآن والغرب: نحو نهج عقلاني”، الذي استضافته ليوم واحد بمقرها في العاصمة الرباط، تأتي هذه المبادرة كـ”رد فعل إيجابي منها على المحاولات البائسة التي تستهدف الإساءة إلى القرآن الكريم، وإعلاء للمواقف المنصفة له في الغرب، ليتسنى لغير المؤمنين به فهمه، وقراءة ما يزخر به من آيات الرحمة والهداية”.
تتضمن المبادرة مجموعة من الأنشطة والفعاليات المتنوعة، منها معارض متحركة تعرض الجوانب الإنسانية والحضارية في القرآن الكريم، وحملات إعلانية في الساحات العامة ووسائل النقل العمومية، بالإضافة إلى توزيع كتيبات تعريفية، كما تشمل المبادرة تنظيم زيارات تبادلية بين المثقفين في الغرب ونظرائهم في العالم الإسلامي، خاصة فئة الشباب، لتعزيز الحوار الثقافي والديني.
من بين أهم العناصر التي تميز هذه المبادرة هو إطلاق جائزة الإيسيسكو السنوية لأفضل التطبيقات والمقترحات التي تشجع على استقراء القرآن الكريم، والتي تهدف في جوهرها إلى تشجيع الابتكار والإبداع في تقديم القرآن الكريم بصورة تساهم في تعزيز الفهم والتسامح.
على خلفية إطلاق هذه المبادرة جاءت في سياق تكرار حوادث الإساءة للقرآن الكريم في بعض الدول الغربية، مثل السويد والدنمارك، ما أثار ردود فعل غاضبة رسميا وشعبيا في الدول العربية والإسلامية، وفي يوليوز 2023، تبنت الأمم المتحدة قرارا بتوافق الآراء، صاغته المملكة المغربية، يدين جميع أعمال العنف ضد الكتب المقدسة، باعتبارها انتهاكا للقانون الدولي.
ختاما تمثل مبادرة “اقرأوه لتفهموه” خطوة مهمة من الإيسيسكو في تعزيز التفاهم والحوار بين الثقافات والأديان، من خلال تقديم القرآن الكريم بصورة ميسرة ومقنعة، تسعى الإيسيسكو إلى بناء جسور من الفهم والتسامح، وإبراز القيم الإنسانية والحضارية التي يحتوي عليها، هذه المبادرة ليست فقط ردا حضاريا على محاولات الإساءة، بل هي دعوة مفتوحة للجميع للتعرف على رسالة القرآن الكريم الحقيقية، والعيش بقيم الرحمة والهداية التي يدعو إليها.
