مؤسسة حماية التراث الثقافي في الرباط تسلط الضوء على أنشطتها لعام 2022-2023
في كلمة ألقتها خلال حفل خاص، استعرضت صاحبة السمو الملكي الأميرة لالة حسناء الإنجازات البارزة لمؤسسة حماية التراث الثقافي في الرباط خلال الفترة من 2022 إلى 2023، وأكدت سموها على أهمية التعاون مع الشركاء المحليين في مجالي الثقافة والتعليم، حيث تسعى المؤسسة إلى تعزيز الوعي بأهمية التراث الثقافي وضرورة الحفاظ عليه.
وأشارت الأميرة لالة حسناء إلى العمل المستمر للمؤسسة مع شركائها الوطنيين في مجالي الثقافة والتعليم الوطني، في المدارس الابتدائية والثانوية، من أجل تعليم وتوعية الجمهور بأهمية التراث الثقافي وضرورة الحفاظ عليه، من خلال تصميم أدوات تعليمية تسهل الوصول إلى مفاهيم التراث الثقافي.
كما عرضت سموها الأساليب التعليمية المبتكرة التي تتبناها المؤسسة، والتي تتناسب مع السياقات الجغرافية والتاريخية المختلفة، مثل تنفيذ برنامج “أكتشف تراثي” في مدينة تارودانت.
وأكدت سموها على التزام المؤسسة بتعزيز التعاون الدولي، مشيرة إلى الشراكة مع اليونسكو، التي تعترف بجهود المؤسسة في تعزيز الوصول إلى الثقافة والفنون والتعليم داخل المؤسسات التعليمية، كما سلطت لالة حسناء الضوء على دور المؤسسة في تشجيع البحث في علوم التراث الثقافي، وتعزيز شبكات الخبراء، وزيادة الوعي العام بأهمية التراث.
من خلال مبادراتها في الوساطة الثقافية، تشجع المؤسسة إنشاء ديناميكية للحفاظ على التراث ونقله، تشمل المهنيين والمؤسسات والمجتمع المدني والجمهور.
فيما يتعلق بالتعليم، واصلت المؤسسة تنفيذ برنامجيها التعليميين “أرسم تراثي” و”أكتشف تراثي”، مع تعزيز وجود التراث في العمليات التعليمية.
في النسخة الثانية من برنامج “أرسم تراثي”، عمل المشاركون على موضوع “التراث والمناخ”، بينما كان “التراث غير المادي في المنزل” هو موضوع إنتاجاتهم الفنية والأدبية في النسخة الثالثة، واستفاد تلاميذ المدارس الابتدائية المشاركون في البرنامج من جولات إرشادية يقودها محترفو التراث ومديرو مواقع التراث العالمي في الرباط، أما برنامج “أكتشف تراثي”، فقد تم تحديث مجموعة أدواته التعليمية لتقديم أنشطة جديدة ومحتوى رسومي غني وزيارات لمواقع ومعالم، في إطار نهج تعليمي جديد قائم على التعليم الثقافي والفني.
فيما يتعلق بموضوع التوعية، قامت المؤسسة، في إطار برنامجها “رقمنة التراث”، برقمنة قصبة الأوداية وأطلقت جولة افتراضية حصرية لها، كما نظمت المؤسسة معرض “سجاد الرباط… فن بحد ذاته” ومعرضا حضريا متنقلا بعنوان “الرباط.. تراث الإنسانية”، وهذه الأنشطة تتضاف إلى البودكاست الذي يهدف إلى توثيق الذاكرة الجماعية، بما في ذلك البودكاست “قل لي يا رباط”.
فيما يخص موضوع التعاون، نظمت المؤسسة خمسة ورش عمل جمعت حوالي ثلاثين خبيرا محليا ودوليا، تناولت مواضيع مختلفة تتعلق بالتراث الثقافي، بما في ذلك “التراث أمام التغيرات المناخية”، التي أقيمت خلال مؤتمر الأمم المتحدة حول التغير المناخي COP28 في دبي.
تأسست مؤسسة حماية التراث الثقافي في الرباط بمبادرة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، حفظه الله، بهدف الحفاظ على التراث المادي وغير المادي والمناظر الطبيعية للرباط، وتعتبر “الرباط، عاصمة حديثة ومدينة تاريخية.. تراث مشترك”، مع مواقعها التاريخية الثمانية الكبرى، مدرجة منذ عام 2012 في قائمة التراث العالمي لليونسكو.
صاحبة السمو الملكي الأميرة لالة حسناء، التي ترأس المؤسسة، وضعت سياسة طموحة تهدف إلى توعية سكان الرباط وزوارها. فالتراث في أي مدينة لا يمكن الحفاظ عليه بشكل دائم إلا عندما يدرك سكانها قيمته ويتعلقون به.
تعمل المؤسسة على تطوير برامج حول ثلاثة محاور أساسية، التعليم، التوعية، والتعاون. ويعتبر تراث الرباط قوة دافعة شديدة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، ومن خلال مبادراتها، تسعى المؤسسة إلى تعريف الجمهور، وخاصة الشباب، بأهمية تراثهم لبناء روابط عاطفية تضمن احترامه والحفاظ عليه.
تستهدف برامج المؤسسة عدة فئات، الجمهور العام، المهنيين، المؤسسات، القطاع الخاص والشباب، ومن خلال برامجها التعليمية، تقدم المؤسسة مجموعات أدوات تعليمية، ومنصات للوساطة الثقافية عبر برنامج “رقمنة التراث”، وتنظم ورش عمل علمية. ويشارك خبراء من جميع القارات في تبادل المعرفة ودعم جهود الحفاظ على التراث الثقافي في المغرب.
تعتمد المؤسسة نهجا شراكيا يجمع بين الخبرات والموارد، ويوحد الجهود بين الفاعلين المؤسساتيين والعموميين والخاصين، بهدف التأكيد على ضرورة حماية التراث في المملكة المغربية.