فيضانات الجنوب الشرقي تكسر جفاف السنوات وتعيد الحياة للوديان
في مشهد يكرر نفسه مع تقلبات المناخ، شهدت مناطق الجنوب الشرقي ليلة الجمعة 23 غشت وحتى مساء السبت 24 غشت تساقطات مطرية غزيرة وزخات رعدية شملت مدن أزيلال، ورزازات، ميدلت، بولمان، تنغير، والرشيدية. هذه المناطق التي لطالما اعتادت الجفاف والحرارة، وجدت نفسها تحت تأثير أمطار قوية، مما تسبب في ارتفاع منسوب المياه وقطع بعض الطرقات مؤقتا.
المديرية العامة للأرصاد الجوية أصدرت نشرة إنذارية من مستوى يقظة برتقالي، محذرة من زخات رعدية مصحوبة بحبات البرد وهبات رياح قوية.،الأمطار، التي تراوحت بين 15 و25 ملم، كانت مرتقبة في عدة أقاليم مثل إفران، بولمان، صفرو، تازة، وكرسيف، وفق ما صرح به الحسين يوعابد، مسؤول مصلحة التواصل بالمديرية.
وفي السياق نفسه، أشار يوعابد إلى أن يوم الأحد سيشهد استمرار هذه الأحوال الجوية غير المستقرة، مع توقع زخات رعدية مماثلة في مناطق الأطلس الكبير والمتوسط، السفوح الجنوبية الشرقية، والمرتفعات الشرقية.
على مستوى البنية التحتية، قامت مصالح وزارة التجهيز والماء بجهود كبيرة لفتح الطرق والمحاور المتضررة. حميد السعيدي، رئيس مصلحة التجهيزات الأساسية بالمديرية الإقليمية لوزارة التجهيز بورزازات، أكد أن جميع الطرق التي توقفت بسبب الفيضانات تم فتحها من جديد بعد جرف الأحجار والشوائب.
ومن جهته، أشار امحمد سليماني، مدير وكالة الحوض المائي كير زيز غريس، إلى أن المنطقة سجلت تساقطات مطرية غير مسبوقة منذ عشر سنوات، مما ساهم في جريان وادي غريس وتسجيل حوالي 20 مليون متر مكعب من المياه. هذه الكمية المعتبرة من المياه يتم توجيهها نحو المدارات السقوية في واحات غريس، كلميمة، الجرف، وتافيلالت، عبر السدود التحويلية، مثل سد مولاي إبراهيم.
الفيضانات الأخيرة حملت أخبارا إيجابية للمزارعين في هذه المناطق، حيث من المتوقع أن يتم سقي حوالي 12,000 هكتار من الأراضي بفضل هذه التساقطات المهمة. هذه الأمطار، رغم قسوتها، تحمل معها أملا جديدا للمنطقة التي تعاني من آثار الجفاف منذ سنوات طويلة.
تعد هذه الأمطار بمثابة إشارة تحذيرية لتحديات التغير المناخي التي أصبحت تضرب بقوة في مناطق لم تكن معتادة على هذه الظروف الجوية، مما يضع الجهات المعنية أمام ضرورة تعزيز استراتيجيات التأهب والتدخل السريع لتفادي أية أضرار جسيمة مستقبلا.