غرق سفينة الشحن الروسية “Ursa Major” في البحر الأبيض المتوسط
أعلنت شركة “أوبورون لوجيستيكس”، المالكة لسفينة الشحن الروسية “أورسا ميجور”، أن غرق السفينة في البحر الأبيض المتوسط جاء نتيجة “عمل إرهابي”، في تأكيد أوردته وكالة أنباء “ريا نوفوستي” الروسية. يأتي هذا التصريح بعد إعلان وزارة الخارجية الروسية عن غرق السفينة في منطقة بين إسبانيا والجزائر، مشيرة إلى أن الانفجار في غرفة محرك السفينة كان السبب الرئيس وراء الحادث، مما أدى إلى فقدان اثنين من أفراد الطاقم.
تؤكد وزارة الخارجية الروسية أن السفينة غرقت بعد انفجار في غرفة محركها، بينما تم إنقاذ 14 من أفراد طاقمها المكون من 16 شخصا، وتم نقلهم إلى إسبانيا، وقد أظهرت بيانات تتبع السفن التي توفرها “مجموعة بورصات لندن” أن السفينة قد غادرت ميناء سان بطرسبورغ الروسي في 11 ديسمبر/كانون الأول، وكانت آخر إشارة لها قد تم رصدها في 22:04 بتوقيت غرينتش بين الجزائر وإسبانيا.
تعد تصريحات الشركة المالكة بشأن “العمل الإرهابي” خطوة مثيرة للجدل، وتثير تساؤلات بشأن الظروف المحيطة بالحادث، خصوصا أن السفينة كانت تحمل رافعات ومعدات خاصة بمشاريع عسكرية لوزارة الدفاع الروسية، ما يضيف مزيدا من التعقيد على هذه القضية، وقد سبق أن فرضت الولايات المتحدة عقوبات على الشركة المالكة، وكذلك على السفينة نفسها في عام 2022، بسبب صلاتها بالجيش الروسي.
تتعدد القراءات والتوقعات حول سبب الحادث، حيث يتراوح الجدل بين كونه عملا إرهابيا استهدف السفينة، وبين كونه حادثا تقنيا ناتجا عن خلل في المحرك، وبينما تؤكد السلطات الروسية أن الحادث ناتج عن انفجار، تبقى بعض الأسئلة مفتوحة حول التحقيقات الجارية لمعرفة التفاصيل الدقيقة.
تعتبر هذه الحادثة واحدة من سلسلة الأحداث التي تضع العلاقات الروسية الدولية في موضع اختبار، خصوصا مع تصاعد التوترات الجيوسياسية في البحر الأبيض المتوسط، مما يجعل الحادث ذا طابع استراتيجي. كما أن توقيت الحادث يتزامن مع فرض المزيد من العقوبات الدولية على روسيا، مما يثير تساؤلات حول احتمالية تصعيد الأزمات في المنطقة.
في انتظار النتائج الرسمية للتحقيقات، تبقى سفينة “أورسا ميجور” والظروف المحيطة بغرقها مركزا للانتباه، حيث يستمر الجدل حول ما إذا كان الحادث عملا إرهابيا فعليا أم مجرد حادث تقني قد يفتح الباب لعدة سيناريوهات محتملة في الفترة القادمة.