عيد الشباب في المملكة المغربية.. احتفاء بالأمل وتجديد الولاء
طنجة – موراكوش
تحتفل المملكة كل عام في 21 غشت بعيد الشباب، مناسبة وطنية تكتسي طابعا رمزيا عميقا، حيث يتزامن هذا العيد مع الذكرى 61 لميلاد جلالة الملك محمد السادس، وليس عيد الشباب مجرد احتفال بمناسبة شخصية، بل هو تجسيد لرؤية عميقة تضع الشباب في قلب التنمية والتقدم، تأكيدا على دورهم المحوري في صناعة المستقبل وبناء الوطن.
جاءت فكرة عيد الشباب في عهد المغفور له الملك الراحل الحسن الثاني، الذي أراد أن يكرس هذا اليوم كمناسبة للاعتراف بمكانة الشباب المغربي، وتوجيه رسالة واضحة بأنهم ليسوا فقط ورثة الماضي، بل صناع الحاضر والمستقبل، ومنذ ذلك الحين، أصبح عيد الشباب موعدا سنويا للاحتفاء بالطموح، الابتكار، والحيوية التي يتمتع بها الجيل الصاعد.
في عصر جلالة الملك محمد السادس، استمرت هذه الرؤية مع تطور يتماشى مع متطلبات العصر الحديث، فقد أطلق العديد من المبادرات الوطنية التي تستهدف تمكين الشباب من الأدوات الضرورية للنجاح، سواء من خلال التعليم، التكوين المهني، أو عبر دعم المشاريع المبتكرة، وتشكل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية واحدة من الركائز الأساسية في هذا النهج، حيث تسعى إلى تحسين جودة الحياة للشباب المغربي من خلال تعزيز قدراتهم وإتاحة الفرص أمامهم للاندماج في النسيج الاقتصادي والاجتماعي.
يعتبر عيد الشباب، أكثر من مجرد مناسبة احتفالية، إنه محطة لتقييم التقدم المحرز في ملفات الشباب ومراجعة الاستراتيجيات الرامية إلى النهوض بأوضاعهم، كما أنه مناسبة لتجديد العهد بين الملك والشباب على المضي قدما في مسيرة التحديث والإصلاح، ضمن رؤية تستهدف بناء مملكة قوية وعصرية تعتمد على كفاءات شبابها.
إن هذا العيد الوطني يحمل في طياته دعوة متجددة للشباب المغربي للتمسك بالقيم الوطنية، وتعزيز روح المواطنة الفاعلة، والالتزام بالمساهمة في رفع التحديات الكبرى التي تواجه البلاد، فالشباب هم ركيزة الأمة، وعليهم تقع مسؤولية مواصلة مسار البناء الذي بدأه أسلافهم، بالاعتماد على العلم، الابتكار، والمبادرة الحرة.
وفي الوقت الذي يستمر فيه العالم في التحول السريع، يظل عيد الشباب في المملكة رمزا للثقة المتبادلة بين العرش والشعب، ورسالة بأن هذا الوطن يتسع لطموحات الجميع، وخاصة الشباب الذين يعول عليهم لقيادة المغرب نحو مستقبل أكثر إشراقا.
عيد الشباب هو لحظة للوقوف على مكامن القوة والتحديات، والتأكيد على أن المستقبل يصنع اليوم بأيدي الشباب الطموح المتطلع نحو الأفضل، في ظل قيادة حكيمة تراهن عليهم كأحد أهم مفاتيح التنمية والازدهار.
وفي هذه المناسبة الوطنية الغالية، يتشرف طاقم جريدة “موراكوش.كوم” بتقديم أسمى عبارات التهاني وأصدق المتمنيات إلى جلالة الملك محمد السادس، حفظه الله، سائلين الله تعالى أن يمده بموفور الصحة والعافية، وأن يديم عليه نعمة النجاح والتوفيق في مسيرته الرائدة لنهضة المملكة وازدهارها، مع أصدق التمنيات بدوام الأمن والاستقرار تحت قيادته الحكيمة.