شراكة استراتيجية مغربية زامبية تعزز التعاون في قطاعات حيوية
في خطوة جديدة نحو تعزيز الشراكة الإفريقية، وقعت المملكة المغربية وزامبيا، أمس الجمعة، على سبع اتفاقيات تعاون استراتيجية تشمل مجالات متنوعة، في مدينة العيون، عاصمة الصحراء المغربية، تأتي هذه الخطوة في إطار انعقاد الدورة الأولى للجنة المشتركة بين البلدين، تحت رئاسة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة ونظيره الزامبي مولامبو هايمبي.
الاتفاقيات الموقعة تعكس الطموح المشترك بين المملكة وزامبيا لتعميق التعاون في قطاعات حيوية، مثل السياحة، الطاقات المتجددة، التكوين المهني، العدل، الاستثمار، والتعليم العالي، هذا التنوع يعكس الرؤية الاستراتيجية للبلدين الرامية إلى بناء شراكة متعددة الأبعاد تخدم شعبيهما وتعزز التكامل الإفريقي.
حمل الوزير الزامبي رسالة خطية من الرئيس هاكيندي هيشيليما إلى جلالة الملك محمد السادس، تعبر عن إرادة زامبيا في مواصلة تطوير العلاقات الثنائية، وأشاد هايمبي خلال الاجتماعات بالدور الريادي الذي يلعبه المغرب، تحت قيادة جلالته، في دعم التنمية الإفريقية وتعزيز التوافق الدولي حول مخطط الحكم الذاتي كحل نهائي للنزاع الإقليمي حول الصحراء.
تصريحات وزير الخارجية الزامبي حملت إشادة بالدينامية التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس لتعزيز الحل الواقعي والمستدام الذي تقوده الأمم المتحدة للنزاع حول الصحراء، كما أبرزت توافق الرؤى بين القيادتين المغربية والزامبية في بناء نموذج تعاون يركز على النتائج الملموسة.
انعقاد الدورة الأولى للجنة المشتركة بين المغرب وزامبيا في مدينة العيون يحمل دلالة سياسية واستراتيجية مهمة، فهو يؤكد الموقف الدولي المتنامي الداعم لمغربية الصحراء ويفتح آفاقا جديدة للتعاون الإفريقي القائم على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل.
الاتفاقيات الموقعة تعكس رغبة حقيقية في بناء شراكات تتجاوز التعاون التقليدي إلى مشاريع تنموية متكاملة، تسهم في تحقيق الاستقرار والتنمية في القارة الإفريقية، وهي رسالة واضحة بأن المغرب وزامبيا يضعان أسسا لتعاون طويل الأمد يحقق تطلعات شعبيهما.
هذا الإنجاز الدبلوماسي يعزز مكانة المغرب كفاعل رئيسي في القارة الإفريقية ويدعم رؤيته الطموحة في تحقيق التنمية المشتركة. كما يشكل نموذجا يحتذى به لبناء شراكات إفريقية قائمة على التفاهم والمصالح المتبادلة، لتكون مدينة العيون مرة أخرى شاهدة على انطلاق مرحلة جديدة من التعاون البناء.