دعوة رئيس الوزراء الإسباني للاعتراف بدولة فلسطين
الرباط – موراكوش
في تصريح تاريخي يعكس دعما واضحا للشعب الفلسطيني، دعا رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز دول العالم إلى الاعتراف بدولة فلسطين ومنحها عضوية كاملة في الأمم المتحدة. جاءت هذه التصريحات خلال مشاركته في مؤتمر “الأممية الاشتراكية”، الذي ينعقد في العاصمة الرباط.
أكد سانشيز في كلمته أهمية تحقيق سلام عادل وشامل في منطقة الشرق الأوسط، مشددا على ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، في إطار حل الدولتين. وأشار إلى أن السلام في المنطقة لا يمكن تحقيقه دون معالجة معاناة الفلسطينيين ووضع حد للحصار الذي يخنق حياة المدنيين.
وقال سانشيز: “علينا إنهاء معاناة الفلسطينيين، ووقف الحصار والتضييق المستمر على حياة المدنيين، وتحقيق العدالة في فلسطين هي مسؤولية دولية تتطلب جهودا جماعية”.
تأتي تصريحات سانشيز في وقت تواصل فيه إسرائيل تصعيدها العسكري ضد قطاع غزة، حيث تتهم بارتكاب إبادة جماعية منذ 7 أكتوبر 2023، أدت إلى مقتل وإصابة أكثر من 153 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى تدمير البنية التحتية بشكل هائل وفرض حصار خانق تسبب في مجاعة أودت بحياة العشرات.
وكانت المحكمة الجنائية الدولية قد أصدرت مذكرتي اعتقال في 21 نونبر الماضي بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة، ومع ذلك، تستمر إسرائيل في تجاهل هذه المذكرات وسط دعم أمريكي صريح.
مؤتمر “الأممية الاشتراكية”، الذي شهد تصريحات سانشيز، يعد منصة دولية مهمة للدفاع عن الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، تأسست المنظمة في ألمانيا عام 1923 وأعيد تنظيمها بشكلها الحالي عام 1951، وهي تضم اليوم نحو 162 حزبا ومنظمة من مختلف دول العالم، ويهدف هذا التجمع إلى تقليل التفاوتات الاجتماعية وتعزيز التضامن العالمي لتحقيق السلام والاستقرار.
خلال المؤتمر، تناول الحاضرون الأزمات العالمية المتفاقمة، بما في ذلك الوضع في فلسطين، مؤكدين أهمية التزام المجتمع الدولي بحماية حقوق الإنسان والعمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
تعكس دعوة سانشيز موقف إسبانيا الواضح والداعم لحل الدولتين، وهي دعوة تأتي في سياق دولي حساس يتطلب قرارات شجاعة، كما يظهر هذا الموقف التزاما حقيقيا بالقانون الدولي وحقوق الإنسان، مما يعزز مكانة إسبانيا كدولة تدعم السلام والعدالة على الساحة الدولية.
تصريحات رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز في الرباط تعيد الأمل للشعب الفلسطيني في نضاله الطويل من أجل الحرية والاستقلال، ومع استمرار الجرائم الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، يبقى على المجتمع الدولي تحمل مسؤوليته والوقوف إلى جانب العدالة لإنهاء الاحتلال وتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة.