دبلوماسية موازية تعيد رسم ملامح حضور المملكة المغربية في القارة السمراء
في عالم تتزايد فيه تعقيدات العلاقات الدولية والتحديات الإقليمية، أصبحت الدبلوماسية الموازية أداة حيوية في استراتيجية الدول لتعزيز مكانتها على الساحة الدولية، وفي هذا السياق، برزت حركة مغرب الغد، بقيادة الدكتور مصطفى عزيز، كأحد أبرز الفاعلين في الدبلوماسية الموازية في إفريقيا، هذه الحركة، التي تجمع بين الطموح السياسي والرؤية الاستراتيجية، تعمل بشكل جاد على تعزيز العلاقات الثنائية بين المملكة المغربية ودول القارة الإفريقية، متجاوزة الخطاب التقليدي ومفسحة المجال لآفاق تعاون عملي ومثمر.
تعتبر حركة مغرب الغد نموذجا متميزا للدبلوماسية الموازية التي تلعب دورا فاعلا في تعزيز الدور المغربي داخل إفريقيا، فهي لا تقتصر على تعزيز العلاقات الاقتصادية بين المملكة والدول الإفريقية فحسب، بل تسهم أيضا في فتح قنوات للحوار السياسي والثقافي من خلال مبادرات عديدة تهدف إلى تعزيز التكامل الإقليمي، وقد تمكنت الحركة تحت قيادة الدكتور مصطفى من تحقيق العديد من الإنجازات على الأرض، مع التركيز على دعم المشاريع التنموية في القارة السمراء.
في خضم سعي المغرب لتوسيع دائرة التعاون مع إفريقيا، نشأ جدل بعد زيارة وفد من حزب المؤتمر الوطني الإفريقي “African National Congress” إلى المملكة المغربية، في خطوة مفاجئة، أصدرت مجموعة متطرفة داخل الحزب بيانا وصف المغرب بالدولة الاستعمارية، مما أثار استنكارا كبيرا من قبل حركة مغرب الغد، في رد قوي، استنكرت الحركة هذا البيان الذي اعتبرته مغالطات سياسية مدفوعة من النظام الجزائري، الذي يسعى إلى تشويه صورة المغرب من خلال دعم هذه المجموعة المتطرفة.
وفي تعقيبها على البيان، أكدت حركة مغرب الغد أن هذا التصريح لا يمثل سوى محاولة للالتفاف على الحقائق التاريخية، حيث كانت المملكة المغربية أحد أبرز الداعمين لحركات التحرر في إفريقيا، بما في ذلك دعمها لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي في كفاحه ضد الفصل العنصري، كما أشارت الحركة إلى أن هذه الحملة الإعلامية تأتي في وقت حساس، محاولة تسييس الخلافات وتعميق الفجوة بين المملكة المغربية والدول الإفريقية الشقيقة.
في الوقت الذي تواجه فيه المملكة تحديات جيوسياسية، فإن نجاحات حركة مغرب الغد في المجالات الاقتصادية واضحة، خلال زيارة الوفد، تم التوصل إلى اتفاقات تعاون مع تعاونية كوباك، إحدى أكبر التعاونيات الزراعية في المملكة، والتي تتمتع بسمعة قوية في إنتاج الحليب ومشتقاته وتسويقها على الصعيدين المحلي والدولي، كما أن هذه الشراكة تفتح المجال لفرص جديدة من التعاون بين المغرب وجنوب إفريقيا في مجالات أخرى مثل التجارة والزراعة، مما يسهم في تعزيز التكامل الاقتصادي بين القارتين.
تمثل حركة مغرب الغد جزءا من رؤية المملكة المغربية تحت القيادة الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، لتعزيز علاقاتها مع الدول الإفريقية من خلال دبلوماسية فاعلة ومتعددة الجوانب، وقد قدمت المملكة دعما غير محدود لعديد من الحركات التحررية في القارة، بما في ذلك دعمها لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي أثناء نضاله ضد النظام العنصري في جنوب إفريقيا، هذه الروح التضامنية لا تزال تشكل ركيزة أساسية في السياسة الخارجية المغربية، التي تهدف إلى تعزيز الاستقرار والتنمية في إفريقيا.
من خلال دبلوماسيتها الموازية، تمثل حركة مغرب الغد برئاسة الدكتور مصطفى عزيز نموذجا يحتذى به في كيفية تعزيز مكانة المملكة المغربية على الساحة الدولية، وذلك من خلال العمل الجاد على تقوية العلاقات الثنائية مع الدول الإفريقية، وفي الوقت الذي تستمر فيه الضغوط الإعلامية والسياسية ضد المملكة، تبقى الحركة والتي تضم خيرة مغاربة العالم من مثقفين و مهندسين وأطباء و عمالا في طليعة المدافعين عن مواقف المملكة، مؤكدة أن المستقبل يتطلب تضافر الجهود الرسمية والموازية لضمان تحقيق مزيد من الإنجازات التي تخدم المصالح الوطنية والقارية.