جهة طنجة تطوان الحسيمة تتربع على عرش السياحة المغربية في صيف 2024
شهدت جهة طنجة تطوان الحسيمة في صيف 2024 إقبالا غير مسبوق من السياح، متربعة على عرش السياحة المغربية لهذا الموسم، هذه الجهة، التي تمتاز بجمالها الطبيعي وتنوعها الثقافي، نجحت في جذب الزوار من كل حدب وصوب، لتعيد التأكيد على مكانتها كوجهة سياحية لا تضاهى.
طنجة، عروس الشمال، مثلت نجمة هذا الموسم، حيث تجذب السياح بجمالها الطبيعي، وموقعها الاستراتيجي المطل على مضيق جبل طارق، وهو البوابة البحرية بين أوروبا وأفريقيا، جوها المعتدل والمرافق الفاخرة جعلت منها وجهة مثالية للراغبين في المزج بين الاسترخاء واستكشاف تراث المدينة العريق، طنجة ليست مجرد مدينة، بل هي معبر تاريخي وثقافي حيث تتلاقى الحضارات، من المقاهي الأدبية التي احتضنت عمالقة الأدب العالمي إلى الشوارع التي تصدح بروح الفن الحديث.
وفي ظل هذه الحيوية، لم تكن تطوان أقل جاذبية. هذه المدينة البيضاء، التي تحمل في طياتها عبق التاريخ الأندلسي، أسرت قلوب عشاق الفن والثقافة، شوارعها الضيقة ومساجدها العريقة، كانت شاهدة على عودة الروح الأندلسية التي طالتها الرياح عبر قرون، لتبقى تطوان رمزا للتلاقي الثقافي، ما بين الشرق والغرب.
بينما كانت شفشاون، المدينة الزرقاء، الوجهة المفضلة لعشاق الطبيعة ومحبي التصوير الفوتوغرافي، ألوانها الزرقاء الهادئة وجبال الريف التي تحيط بها جعلت منها لوحة فنية حية، تجذب الأنظار وتبعث على التأمل، المدينة التي تبدو وكأنها تنتمي لعالم الحكايات، تحولت إلى مقصد سياحي شهير يتجاوز حدود الوطن بفضل جمالها الفريد.
مدينة القصر المجاز، التي تنتمي إلى إقليم فحص أنجرة، أيضا نالت اهتماما ملحوظا هذا الصيف، رغم أنها قد لا تكون بنفس شهرة بعض المدن الأخرى، إلا أن القصر المجاز تميزت بمناظرها الطبيعية الخلابة وأجوائها الهادئة، سكان المدينة المعروفون بكرمهم وحسن ضيافتهم أضافوا لمسة من الأصالة والدفء لتجربة الزوار، القصر المجاز، التي تقع بالقرب من شواطئ البحر الأبيض المتوسط، تقدم مزيجا رائعا من الطبيعة الجميلة والضيافة المغربية التقليدية.
في المقابل، حافظت الحسيمة على سحرها الخاص، بشواطئها البكر ومياهها الصافية التي تسحر الزوار، تلك المدينة الهادئة كانت ملاذا للراغبين في الابتعاد عن ضجيج المدن الكبرى، حيث تحتضن شواطئ مثل كيمادو والعبدات عشاق الهدوء والطبيعة في مشهد بانورامي خلاب.
التنوع الطبيعي والثقافي الذي تزخر به جهة طنجة تطوان الحسيمة لم يكن كافيا وحده لتحقيق هذا النجاح المبهر. لقد أسهمت الاستثمارات الحكومية الضخمة في تحسين البنية التحتية، وتعزيز المرافق السياحية، مما أتاح لهذه الجهة أن تستقطب المزيد من السياح وتتنافس مع أعرق الوجهات السياحية في العالم. كما لعبت الحملات الترويجية دورا حيويا في إبراز جمال هذه الجهة وفرادتها، مما عزز من مكانتها السياحية.
الإحصائيات تظهر بوضوح النجاح الكبير الذي حققته هذه المنطقة في صيف 2024، حيث تجاوز عدد السياح التوقعات بشكل ملحوظ، ما يعد دافعا قويا لمواصلة تحسين القطاع السياحي في السنوات المقبلة، هذه الأرقام ليست مجرد أرقام؛ بل هي انعكاس لرغبة الناس في اكتشاف هذه الجهة الساحرة التي تجمع بين الأصالة والحداثة.
ومع اقتراب نهاية موسم الصيف، تستعد جهة طنجة تطوان الحسيمة للحفاظ على هذا الزخم السياحي، الجهود المبذولة لتعزيز العروض السياحية على مدار العام، والاستفادة من تاريخ المنطقة العريق ومناظرها الطبيعية الخلابة، هي مفتاح استمرارها كوجهة رائدة للسياحة في المغرب، هذا النجاح ليس لحظيا، بل هو نتاج لجهود مستدامة تعكس روح المغرب وتاريخه وثقافته في أفضل صورة.