قضايا دولية

جمهورية الصين الشعبية تقترب من الاعتراف بمغربية الصحراء

شارك المقال

في خطوة قد تعيد تشكيل العلاقات الجيوسياسية في المنطقة، أفادت تقارير إسبانية بأن جمهورية الصين الشعبية تستعد للاعتراف بمغربية الصحراء من خلال تدشين قنصلية عامة في مدينة العيون، ما يجعلها ثالث عضو دائم في مجلس الأمن يساند الموقف المغربي بعد الولايات المتحدة وفرنسا، هذه الخطوة، إن تأكدت، ستعزز موقف المملكة في النزاع الإقليمي حول الصحراء وتفتح آفاقا جديدة للاستثمارات في المنطقة.

بحسب المصادر ذاتها، تتطلع جمهورية الصين إلى الدخول بقوة إلى سوق الاستثمار الإفريقي عبر “البوابة المغربية”، وهي خطوة تهدف إلى تعزيز حضورها في القارة الإفريقية، ومن ضمن المشاريع المقترحة، إنشاء جسر بري يربط بين الأقاليم الجنوبية المغربية وجزر الكناري، مع التركيز على أقرب مسافة بين الضفتين والتي تقدر بـ95 كيلومترا بين طرفاية وجزيرة فويرتيفنتورا.

هذا المشروع يحمل أبعادا اقتصادية عميقة، حيث تسعى بكين إلى تقوية الروابط التجارية بين جزر الكناري والدول المجاورة، بينما تحافظ على علاقات متوازنة مع الاتحاد الأوروبي، وسط تصاعد التوترات بشأن الرسوم الجمركية الأوروبية على السيارات الكهربائية الصينية.

اعتراف الصين بمغربية الصحراء، إذا تحقق، سيمنح المملكة دعما استراتيجيا مهما في الساحة الدولية. فمنذ إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في 2020 اعتراف واشنطن بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، يعمل المغرب على توسيع قاعدة داعميه بين القوى العالمية الكبرى، كما تسعى الرباط إلى استقطاب المملكة المتحدة وإقناع روسيا بالموقف المغربي من خلال تعزيز المصالح الاقتصادية المشتركة.

يأتي هذا التطور في سياق متشابك تلعب فيه إسبانيا دورا محوريا، فقد قدم رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، خلال زيارته الأخيرة إلى الصين، مقترحات لتعزيز العلاقات الثنائية، بما في ذلك تسهيل التعاون الصيني مع جزر الكناري، هذا التعاون قد يسهم في تخفيف التوترات بين بكين والاتحاد الأوروبي، مما يضع إسبانيا في موقع الوسيط الاستراتيجي.

من المقرر أن يلتقي الرئيس الأمريكي جو بايدن بالرئيس الصيني شي جين بينغ في العاصمة البيروفية ليما، حيث يتوقع أن يتطرق النقاش إلى القضايا الإقليمية والدولية، بما في ذلك دور الصين في شمال إفريقيا، هذه الاجتماعات قد تكون حاسمة في تحديد ملامح العلاقات الصينية المغربية وسبل تحقيق الاستقرار في المنطقة.

إذا أقدمت جمهورية الصين الشعبية على الاعتراف بمغربية الصحراء، فإن ذلك سيمثل نقلة نوعية في العلاقات الدولية، ما يعزز موقع المملكة المغربية في الساحة العالمية ويفتح الباب أمام استثمارات ضخمة في الأقاليم الجنوبية، في ظل هذه التطورات، يبدو أن النزاع حول الصحراء يقترب من مرحلة جديدة قد تقلب الموازين لصالح المغرب.

م المهدي غرايبة

صحفي مهني وباحث في مجال الإعلام الرقمي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *