تطوير منظومة الإعلام العربي وتعزيز دوره في مواجهة التحديات
عقد المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب دورته العشرين في أبوظبي، أمس الاثنين، حيث ناقش عددا من المشاريع التي تهدف إلى تطوير الإعلام العربي وتعزيز أدواره الإقليمية والدولية، وقد تزامن هذا الاجتماع مع انعقاد اللجنة الدائمة للإعلام العربي، مما أضفى عليه بعدا استراتيجيا في معالجة القضايا الإعلامية الملحة.
تضمن جدول أعمال الدورة عدة مواضيع رئيسية تهدف إلى تعزيز دور الإعلام العربي ومواكبته للتحديات المعاصرة، منها، خطة التحرك الإعلامي الخارجي، من خلال تعزيز أدوات الخطاب العربي في الساحة الدولية للترويج للقضايا الإقليمية، تحسين وتطوير موقع اللجنة العربية للإعلام الإلكتروني بما يعكس التطورات التقنية الحديثة، اضافة الى مكافحة الإرهاب، من خلال دراسة دور الإعلام في محاربة الفكر المتطرف وتوعية المجتمعات، التنمية المستدامة بتحديث الخريطة الإعلامية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030.
كما تناول الاجتماع الخطوات الرامية إلى استكمال ملف التفاوض مع شركات الإعلام الدولية، وتعزيز ثقافة الإعلام البيئي، ودعم المهنية الإعلامية من خلال تأهيل الكوادر الإعلامية وتشجيع الابتكار في صناعة المحتوى.
في كلمته، أكد أحمد رشيد خطابي، الأمين العام المساعد ورئيس قطاع الإعلام والاتصال بجامعة الدول العربية، على أهمية تأهيل الإعلاميين بشكل مستمر لمواكبة التغيرات السريعة في تقنيات الاتصال، خاصة مع انتشار الذكاء الاصطناعي.
ودعا خطابي إلى تبني خطاب إعلامي صادق ومؤثر يدعم القضية الفلسطينية، مشددا على ضرورة الحفاظ على الطابع القانوني والروحي للقدس، ونقل حقائق القضية للرأي العام العالمي بأساليب مبتكرة وفعالة.
مثّل المغرب في الاجتماع وفد برئاسة مصطفى أمدجار، مدير الاتصال والعلاقات العامة بوزارة الثقافة والشباب، وضم خديجة قرامدة، رئيسة مصلحة التعاون بالوزارة.
أكد أمدجار خلال النقاشات على أهمية الارتقاء بالإعلام العربي المشترك من خلال تعزيز التنسيق وتبادل التجارب بين الدول الأعضاء، ودعا إلى تكثيف الجهود لتحسين جودة الإعلام العربي بما يجعله قادرا على تلبية تطلعات الشعوب ومواجهة التحديات الراهنة، موضحا أن الإعلام العربي يجب أن يكون وسيلة فعالة للدفاع عن القضايا المشتركة، وأداة للنهوض بالمجتمعات العربية.
شهد الاجتماع حضور شخصيات بارزة، مثل الشيخ عبد الله بن محمد آل حامد، رئيس المكتب الوطني للإعلام في الإمارات، وسلمان بن يوسف الدوسري، وزير الإعلام السعودي ورئيس المكتب التنفيذي.
اتفق المشاركون على أهمية وضع استراتيجيات إعلامية متطورة تشمل التعامل مع المخاطر البيئية، وتعزيز الإعلام التربوي، وتطوير مقاربات مشتركة مع الشركات الرقمية الكبرى، بهدف حماية المصالح الإعلامية العربية في العالم الرقمي.
تعكس هذه الدورة التزام الدول العربية بتطوير الإعلام كمحور أساسي للتنمية والدفاع عن الهوية الثقافية والقضايا المشتركة، ومع استمرار الجهود المشتركة، يصبح الإعلام العربي أكثر قدرة على مواجهة تحديات العصر، وخدمة تطلعات الشعوب، وتعزيز مكانة القضايا العربية على الساحة الدولية.