تشاد تعزز موقفها وتفتح قنصليتها في الداخلة.. صفعة جديدة لأعداء الوحدة الترابية
الداخلة – موراكوش
في مشهد يعكس التحولات الإقليمية والدولية المتسارعة في قضية الصحراء المغربية، اختارت جمهورية تشاد الانحياز للموقف العادل، مجددة دعمها القوي لوحدة المملكة المغربية وسيادتها على كامل أراضيها، وجاء هذا التأكيد الصريح في بيان مشترك وقعه وزير الخارجية ناصر بوريطة مع نظيره التشادي عبد الرحمن غلام الله، عقب لقاء في مدينة الداخلة، حيث تزامن مع حدث بارز تمثل في افتتاح تشاد قنصليتها العامة.
المشهد لم يكن مجرد بروتوكول دبلوماسي اعتيادي، بل كان رسالة واضحة إلى كل من يواصل العيش في أوهام الماضي ويفشل في قراءة مسار التاريخ، تشاد، التي كانت ذات يوم تعترف بالكيان الوهمي، قطعت الطريق على أصحاب النوايا الخبيثة ووجهت صفعة جديدة لجبهة البوليساريو ومن يساندها، إنها صفحة جديدة تكتب في سجل التحالفات الإفريقية الداعمة لمغربية الصحراء، وتأكيد على أن خريطة التحالفات الإقليمية تتغير بشكل لا يرحم المترددين والمشككين.
جبهة البوليساريو، التي اعتادت على البيانات الرنانة والتصريحات الجوفاء، سارعت كعادتها إلى التنديد بما اعتبرته “انتهاكا صارخا” من طرف تشاد، لكن الحقيقة أن هذه البيانات لا تغني ولا تسمن من جوع، بل تكشف عن يأس وارتباك في صفوف قيادة الجبهة التي باتت معزولة، حتى في مخيمات تندوف التي تشهد استياءً متزايداً من السياسات الفاشلة.
إن تحرك تشاد هذا ليس مجرد خطوة فردية، بل جزء من دينامية دبلوماسية متسارعة تقودها المملكة بثبات، حيث نجحت في استقطاب عشرات الدول الإفريقية لفتح تمثيليات دبلوماسية في الأقاليم الجنوبية، هذه الدينامية تجعل من الصعب على خصوم المملكة مواصلة استراتيجياتهم المبنية على الابتزاز والتضليل.
الخبراء والمحللون يدركون أن موقف تشاد، الذي ينبع من فهم عميق لحقائق النزاع، يشكل نقطة تحول في مسار الصراع، ويدفع بالمزيد من الدول إلى الانضمام إلى الموقف المغربي، فحين تتخذ دولة إفريقية، كانت ذات يوم قاعدة خلفية للكيان الوهمي، مثل هذا القرار، فإن الرسالة تكون واضحة، مشروع الانفصال قد أفل نجمه، وحان الوقت لحل حقيقي وعادل ينهي هذا النزاع الذي عمر طويلا.
في النهاية، تشاد لم تختر هذا الموقف من فراغ، بل من قناعة راسخة بأن المستقبل لا يبنى على الشعارات الزائفة، بل على الواقعية والحكمة، وبهذا الموقف، تؤكد تشاد أن إرادة الشعوب الأفريقية الحقيقية تقف إلى جانب الوحدة والتنمية، لا الفوضى والانقسام.