بوزنيقة.. اتفاق ليبي يمهد الطريق نحو الاستقرار السياسي والانتخابات الوطنية
في ظل أجواء سياسية متوترة وأزمة ممتدة لسنوات، شهدت مدينة بوزنيقة اجتماعا تشاوريا بين مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة في ليبيا، أسفر عن اتفاق وصف بـ”التاريخي”، جاء هذا الاتفاق بعد سلسلة من اللقاءات التي استهدفت تقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين، بهدف تجاوز حالة الجمود السياسي وتهيئة الظروف لإجراء انتخابات وطنية تعيد الاستقرار إلى البلاد.
ركز الاتفاق، الذي أعلن عنه خلال ندوة صحافية، على وضع أسس المرحلة التمهيدية للاستحقاقات الانتخابية، مستندا إلى مرجعيات أساسية مثل الإعلان الدستوري، اتفاق الصخيرات، قرارات مجلس الأمن، والوثائق الصادرة عن لقاءات جنيف والقاهرة.
من أبرز بنود الاتفاق، إعادة تشكيل لجنة مشتركة لإعادة تكليف سلطة تنفيذية جديدة تتولى مسؤولية التواصل مع البعثة الأممية والأطراف الدولية والمحلية، مع وضع آليات تضمن الشفافية واللامركزية، والاتفاق على تخصيص الموارد لتنفيذ مشروع التعداد الوطني ومشروع “انطلاقة” لإعادة تنظيم الرقم الوطني، وهما مشروعان حيويان لضمان تنظيم العملية الانتخابية وتعزيز البنية المؤسسية، وتم الاتفاق على وضع معايير وآليات لتوزيع عادل للموارد بين المحليات، ومراجعة أداء القطاعات الإنتاجية، إلى جانب تعزيز الشفافية ومحاربة الفساد من خلال مراجعة التشريعات المرتبطة بالنظام المالي والاقتصادي، تناول الاتفاق الملف الأمني بتشكيل لجنة عمل مشتركة للتنسيق مع لجنة “5+5″، وإعداد خطة لإعادة سيطرة الدولة على الحدود والمعابر والموانئ، بما يعزز سيادة الدولة الليبية، تشكيل لجنة لإعادة النظر في معايير الترشح للمناصب السيادية، مع وضع آليات تضمن التوافق والشفافية في اختيار شاغلي هذه المناصب.
يأتي اتفاق بوزنيقة كخطوة نوعية تعكس رغبة الأطراف الليبية في تجاوز الانقسامات الداخلية والمضي قدما نحو بناء دولة ديمقراطية تستجيب لتطلعات الشعب الليبي، بفضل الدعم المغربي المستمر، تمكنت الفرقاء الليبية من الوصول إلى تفاهمات حاسمة تمهد الطريق للمرحلة المقبلة، ومع التزام اللجان المشتركة بتنفيذ بنود الاتفاق خلال مدة زمنية محددة، يتطلع الليبيون إلى أن يكون هذا الاتفاق نقطة تحول نحو استقرار سياسي وأمني يمهد لإجراء انتخابات وطنية شاملة، ويمثل هذا الاتفاق فرصة نادرة لإنهاء حالة الجمود، ويعكس أهمية الحوار الليبي-الليبي كأداة أساسية لحل الأزمات بعيدا عن التدخلات الخارجية.