مجتمع

الواحة أمانة: نداء لحماية واحات النخيل في المملكة المغربية من الحرائق

شارك المقال

شهدت المملكة المغربية مؤخرا سلسلة من الحرائق المدمرة التي اجتاحت واحات النخيل، مما أثار قلق المواطنين والنشطاء البيئيين، في ضوء هذه الأحداث، أطلق مجموعة من المواطنين والنشطاء المغاربة عريضة إلكترونية تحت شعار الواحة أمانة، يطالبون فيها بتدخل عاجل لحماية الواحات من الحرائق المتزايدة، تأتي هذه العريضة كدعوة صريحة للمسؤولين لاتخاذ إجراءات استباقية وحملات توعوية لمواجهة هذا التهديد المتزايد.

اندلاع حريق في واحة “تودغي” بمدينة تنغير، المتواجدة بتراب جهة درعة تافيلالت كان بمثابة جرس إنذار للمسؤولين والمجتمع المدني حول خطورة الوضع، تسببت هذه الحرائق في خسائر كبيرة على مستوى أشجار النخيل، مما أبرز ضعف الإمكانيات والآليات المتاحة للسيطرة الفورية على الحرائق.

تظهر بيانات الوكالة المغربية للمياه والغابات أن حرائق الغابات أصبحت تهديدا متزايدا، خاصة مع استمرار ظاهرة الجفاف وارتفاع درجات الحرارة، كما تشير البيانات إلى أن الغابات التي تغطي نحو 12% من مساحة المملكة شهدت خلال 2023، 466 حريقا أتى على 6426 هكتارا، مقارنة ب 2022، التي سجلت نحو 500 حريق اجتاحت أكثر من 22000 هكتار من الغابات، وكانت جهة الشمال الأكثر تضررا، بعدد 182 حريقا أتت على 1620 هكتارا.

في بيان صادر يوم 21 يونيو، حذرت الوكالة المغربية للمياه والغابات سكان المناطق المجاورة للغابات في 10 أقاليم من وجود “المستوى الأحمر” لاندلاع حرائق في تلك الغابات، وتوقعت الوكالة في بيان آخر في مايو الماضي تزايد خطر نشوب حرائق الغابات خلال صيف العام الجاري، نظرا لظاهرة الجفاف المستمرة للعام السادس على التوالي وارتفاع درجات الحرارة في المملكة.

يظل الحفاظ على الواحات والغابات مسؤولية مشتركة تتطلب تكاتف الجهود بين المسؤولين والمجتمع المدني، من خلال تبني استراتيجيات فعالة وتوفير الإمكانيات اللازمة، يمكن حماية هذه الموارد الطبيعية الثمينة من التهديدات المتزايدة وضمان استدامتها للأجيال القادمة، إن شعار “الواحة أمانة” يعكس الوعي الجماعي بأهمية الحفاظ على التراث البيئي للمملكة والعمل بجدية لحمايته من الكوارث المحتملة.

م المهدي غرايبة

صحفي مهني وباحث في مجال الإعلام الرقمي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *