المملكة المغربية ومجلس الأمن.. بوابة إفريقيا إلى صوت عالمي دائم
في عالمٍ يتغير بسرعة، ومع تزايد التحديات الجيوسياسية التي تفرضها العلاقات الدولية، تبرز المملكة المغربية كدولة قادرة على تمثيل القارة الإفريقية بصوت قوي وثابت في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، هذا التوجه جاء على لسان السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، خلال مشاركته في الدورة الـ13 للمؤتمر الدولي السنوي “الحوارات الأطلسية” بالرباط، وأكد هلال أن المملكة، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، تتمتع بشرعية فريدة ومؤهلات استثنائية تجعلها الخيار الأمثل لشغل مقعد دائم باسم القارة الإفريقية.
منذ ستينيات القرن الماضي، والمغرب يعتبر أحد أبرز المساهمين في حفظ السلم والأمن الدوليين، من خلال نشر قواته المسلحة الملكية ضمن بعثات حفظ السلام في أربع جهات من العالم، استطاع المغرب أن يثبت التزامه الراسخ بقيم الأمم المتحدة، الدور المغربي لم يقتصر على المهام العسكرية فقط، بل تعداه ليشمل الجوانب الإنسانية والاجتماعية، مثل تعزيز الحوار بين الثقافات وتقديم المساعدات للساكنة المحلية، خاصة في القارة الإفريقية.
في سياق متصل، شدد هلال على أن الديمقراطية هي إحدى المعايير الحاسمة لعضوية مجلس الأمن، والمغرب، كدولة تتمسك بدولة الحق والقانون، يعتبر مثالا يحتذى به في التمسك بالقيم الكونية واحترام ميثاق الأمم المتحدة، هذه المبادئ تعزز من مصداقية المملكة كمدافع شرعي عن القضايا الإفريقية داخل أروقة الأمم المتحدة.
تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس، جعل المغرب من التضامن مع الدول الإفريقية محورا رئيسيا لسياسته الخارجية، من خلال مبادرات التعاون الثنائي والثلاثي الأطراف، والمساهمة في مشاريع التنمية المستدامة، أثبتت المملكة أنها حليف استراتيجي للقارة الإفريقية، كما أن جهودها في الوساطة وحل النزاعات تحظى باعتراف دولي واسع، مما يعزز من أهليتها لتمثيل القارة على المسرح الدولي.
جاءت تصريحات عمر هلال خلال “الحوارات الأطلسية”، وهو منتدى يهدف إلى مناقشة التحديات الاقتصادية والجيوسياسية التي تواجه الأطلسي الموسع، الدورة الحالية، التي تعقد في الرباط من 12 إلى 14 دجنبر 2024، ركزت على موضوعات مثل الأمن الإقليمي، الذكاء الاصطناعي، والدبلوماسية الثقافية, هذه الفعالية تعكس الدور الحيوي للمغرب كمحاور عالمي قادر على معالجة القضايا الإقليمية والدولية.
مع الاعتراف الدولي المتزايد بدوره المحوري، يبدو أن حلم المغرب في الحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن ليس بعيد المنال، فبفضل تاريخه المشرف، ومساهماته المستمرة في حفظ السلم والأمن، وسياساته المتزنة، يبقى المغرب الخيار الأنسب ليكون صوت إفريقيا في المحافل الدولية.
إن تحقيق هذا الهدف سيمثل نقلة نوعية ليس فقط للمملكة، ولكن للقارة الإفريقية بأكملها، مما يضمن أن تكون لها تمثيل دائم يعكس تطلعاتها وتدافع عن مصالحها في عالم تتعاظم فيه الحاجة إلى التوازن والعدالة الدولية.