صوت المملكة

المملكة المغربية وتعزيز التراث الثقافي.. 13 عنصرا مسجلا لدى اليونسكو

شارك المقال

تواصل المملكة المغربية جهودها الحثيثة للحفاظ على تراثها الثقافي وتعزيزه على الساحة الدولية، حيث أعلن وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد مهدي بنسعيد، أن المملكة سجلت حتى الآن 13 عنصرا من التراث الثقافي غير المادي لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو).

في كلمة ألقاها أمام مجلس النواب، كشف بنسعيد أن أحدث العناصر المسجلة هو فن الملحون، الذي يمثل جزءا مهما من الموروث الثقافي الموسيقي المغربي، وأكد الوزير أن هذه الخطوة تأتي ضمن رؤية المملكة لتعزيز مكانتها الثقافية الدولية، خاصة مع التوجه لتسجيل القفطان المغربي، رمز الأناقة والتقاليد، كعنصر تراثي معتمد لدى اليونسكو بحلول عام 2025.

تشكل هذه الجهود جزءا من استراتيجية المملكة للحفاظ على تراثها الثقافي وصونه من الضياع أو التعدي، وأكد بنسعيد أهمية العمل على إيجاد آليات دفاعية داخل الأجهزة البرلمانية الدولية لحماية التراث المغربي، داعيا البرلمانيين إلى دعم هذه الجهود وتوسيع نطاقها على المستوى العالمي.

تعمل لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو على دراسة مقترحات الدول الأعضاء لتسجيل عناصر جديدة ضمن قائمة التراث العالمي، مما يجعل تسجيل أي عنصر إنجازا مهما يتطلب جهودا موحدة بين مختلف الجهات الحكومية والثقافية.

يعد تسجيل العناصر الثقافية غير المادية لدى اليونسكو خطوة مهمة للحفاظ على التراث، وتعزيز الهوية الوطنية، وفتح آفاق جديدة للترويج السياحي والثقافي، ويشمل هذا التراث التقاليد والعادات والممارسات الثقافية التي تمثل روح الشعوب وتاريخها، مثل الموسيقى، والرقصات التقليدية، والصناعات اليدوية، والأزياء.

منذ اعتماد اتفاقية حماية التراث الثقافي والطبيعي عام 1972، كان المغرب من بين الدول الفاعلة التي تسعى للاستفادة من هذا الإطار الدولي لتعزيز مكانتها الثقافية، تضم قائمة المغرب الحالية عناصر مميزة، مثل الفروسية التقليدية (التبوريدة)، فن كناوة، وأكلة الكسكس التي تمثل جزءا من الهوية المغاربية المشتركة.

تسجيل القفطان المغربي كعنصر ثقافي جديد في عام 2025 يمثل محطة أخرى في مسيرة المملكة لتعزيز تراثها، فالقفطان ليس مجرد زي، بل هو تعبير عن تاريخ عريق يمتد عبر قرون، يعكس تداخل الثقافات الأمازيغية، العربية، والإسلامية، ويبرز براعة الحرفيين المغاربة.

تجسد جهود المغرب لتسجيل تراثه الثقافي غير المادي لدى اليونسكو التزامه العميق بالحفاظ على إرثه التاريخي والثقافي، ومع استمرار هذه المبادرات، يثبت المغرب مرة أخرى أن الثقافة ليست مجرد ماض يحفظ، بل هي حاضر يعاش ومستقبل يبنى عليه لتعزيز الهوية الوطنية والمساهمة في الحوار الثقافي العالمي.

م المهدي غرايبة

صحفي مهني وباحث في مجال الإعلام الرقمي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *