المملكة المغربية منصة رائدة في صناعة الطيران
تولي المملكة المغربية، تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، اهتماما كبيرا لصناعة الطيران، حيث أصبحت منصة دولية رائدة في هذا المجال، بفضل شراكات استراتيجية مع كبريات الشركات العالمية، وقد ساهمت هذه الجهود في تعزيز مكانة المملكة المغربية كمصدر رئيسي لقطع الغيار وأجزاء الطائرات على مستوى القارة الإفريقية.
بدأت ملامح هذا النجاح منذ نهاية التسعينيات، عندما تعاونت شركة الخطوط الملكية المغربية مع مجموعة “سافران” في مشروع مشترك لصيانة وإصلاح محركات الطائرات، هذا التعاون ساعد على تطوير قدرات المملكة في هذا القطاع الحيوي وتكوين كفاءات بشرية متخصصة.
في بداية الألفية، انخرط المغرب في صناعة الأسلاك الكهربائية الخاصة بالطيران، مما عزز موقعه كفاعل دولي في هذا المجال، تم إنشاء ست منظومات متكاملة تتضمن التجميع والهندسة والصيانة، بالإضافة إلى أنظمة للتوريد تضم شركتي “بوينغ” و”كولينز”.
هذا التقدم لم يقتصر على تعزيز القدرات الصناعية، بل ساهم أيضا في زيادة الصادرات الوطنية، حيث بلغ حجم صادرات قطاع الطيران أكثر من 23 مليار درهم العام الماضي، مما أدى إلى خلق حوالي 24 ألف فرصة عمل.
تسعى صناعة الطيران المغربية إلى المزيد من التقدم من خلال التركيز على التقنيات الرقمية المتقدمة والابتكار. يشير الخبراء إلى أهمية العنصر البشري المؤهل والبنية التحتية المتطورة كعوامل رئيسية في مستقبل القطاع.
في هذا السياق، انطلقت الدورة السابعة لمعرض مراكش الدولي للطيران، من 30 أكتوبر إلى 2 نوفمبر 2024، والذي ينظم من طرف وزارة الصناعة والتجارة وإدارة الدفاع الوطني وشركة ميدزيد (MEDZ)، التابعة لمجموعة صندوق الإيداع والتدبير، بمشاركة حوالي 300 عارض و75 وفدا رسميا، ويعتبر هذا المعرض منصة للتواصل والتبادل بين الفاعلين في قطاع الطيران على المستوى الإفريقي والدولي.
إن التوجهات الملكية الطموحة في مجال صناعة الطيران تعكس الإرادة القوية للمملكة في تعزيز مكانتها كفاعل أساسي في هذا القطاع على مستوى العالم، مما يفتح آفاقا جديدة للاستثمارات والتطور المستدام.