صوت المملكةقضايا دولية

المملكة المغربية تصدر طابعا بريديا خاصا تضامنا مع فلسطين

شارك المقال

في خطوة تفيض بمعاني الدعم الإنساني والسياسي، أصدر بريد المغرب طابعا بريديا بعنوان “مع غزة”، وذلك في إطار تضامن المملكة المغربية مع الشعب الفلسطيني في أعقاب العدوان الإسرائيلي المستمر، أطلق الطابع رسميا يوم الجمعة 29 نونبر 2024، بالتزامن مع اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، مما يعكس رسالة واضحة للعالم، القضية الفلسطينية هي قضية كل العرب والمسلمين.

اختيار تصميم الطابع البريدي عبر مسابقة فنية شاركت فيها دول عربية متعددة لم يكن مجرد مسابقة جمالية، بل هو استثمار للفن كوسيلة للتعبير عن الأمل والصمود, التصميم الفائز الذي يصور طفلا يرتدي الكوفية الفلسطينية يحمل رمزية عميقة، الكوفية هنا ليست مجرد قطعة قماش، بل هي درع رمزي يعبر عن الهوية، والمقاومة، والأمل في مستقبل أفضل.

ما يميز هذه المبادرة هو أنها نتاج جهد عربي مشترك، ففي الدورة السابعة والعشرين لمجلس وزراء الاتصالات والمعلومات العرب بأبوظبي، تم الاتفاق على تخصيص الطابع البريدي العربي الموحد لعام 2024 لنشر رسالة التضامن مع فلسطين، هذا التنسيق بين الدول العربية يبعث برسالة قوية بأن القضية الفلسطينية لا تزال حية في وجدان الشعوب العربية رغم محاولات التهميش.

بينما يصدر هذا الطابع البريدي حاملا رسالة تضامن، تستمر مأساة غزة، الحرب الإسرائيلية المدمرة، التي حصدت أكثر من 44400 روح بريئة، لا تزال تلقي بظلالها على القطاع المحاصر، المشاهد اليومية للقصف والدمار تجعل العالم أمام مسؤولية أخلاقية لمحاسبة الاحتلال الإسرائيلي ووقف هذا النزيف الإنساني.

في الوقت الذي تعود فيه الحياة تدريجيا إلى لبنان بعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، يتساءل الفلسطينيون، لماذا يتم تجاهل محنتهم المستمرة؟ الحرب على غزة ليست مجرد نزاع مسلح، بل هي إبادة جماعية تهدف إلى طمس الهوية الفلسطينية.

المغرب، الذي ظل دوما مدافعا عن الحقوق الفلسطينية، يعبر من خلال هذا الطابع البريدي عن التزامه الثابت تجاه القضية، هذه الخطوة الرمزية تعكس مكانة القضية الفلسطينية في السياسة المغربية، سواء من خلال المواقف الرسمية أو المبادرات الشعبية.

لا يمكن التقليل من أهمية الطوابع البريدية كوسيلة لنشر الوعي وتعزيز القضايا الإنسانية، طابع “مع غزة” لا يخدم فقط غرضا بريديا، بل هو رسالة صامتة تجوب العالم، تذكر بالمعاناة الفلسطينية وتدعو الجميع للتضامن.

لنتذكر دائما أن التضامن مع غزة ليس مجرد موقف، بل هو واجب إنساني وأخلاقي.

م المهدي غرايبة

صحفي مهني وباحث في مجال الإعلام الرقمي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *