المغرب يعزز بنيته التحتية للنقل عبر القطار فائق السرعة بتمويل فرنسي

شارك المقال

في خطوة تعكس التوجه الاستراتيجي لتعزيز البنية التحتية للنقل، أعلنت السفارة الفرنسية لدى المملكة المغربية، الجمعة، عن منح باريس قرضا بقيمة 781 مليون يورو لاقتناء 18 قطارا فائق السرعة من شركة “ألستوم” الفرنسية، وذلك لتمديد الخط فائق السرعة من الدار البيضاء إلى مراكش.

يأتي هذا التمويل في إطار الشراكة الوثيقة بين المملكة وفرنسا، حيث يشكل المشروع نموذجا للتعاون بين البلدين في مجال التنقل المستدام، وفق ما أفاد به بيان السفارة، ويمثل هذا الامتداد الجديد استكمالا لمشروع “البراق”، أول قطار فائق السرعة في إفريقيا، الذي انطلق في نونبر 2018 ويربط بين مدينتي طنجة والدار البيضاء.

تأتي هذه الخطوة في سياق استعدادات المملكة لاستضافة كأس الأمم الإفريقية 2025، بالإضافة إلى مشاركتها في تنظيم كأس العالم 2030 إلى جانب إسبانيا والبرتغال، ويهدف المغرب إلى تعزيز شبكة السكك الحديدية لتسهيل التنقل بين المدن الكبرى، بما يخدم الحركية الاقتصادية والسياحية.

وفي هذا الصدد، تخطط الرباط لاستثمار نحو 8.7 مليارات دولار خلال السنوات المقبلة لإنشاء 1300 كيلومتر من الخطوط فائقة السرعة، و3300 كيلومتر من السكك الحديدية العادية، مما سيتيح ربط 43 مدينة مغربية بدلا من 23 حاليا.

ورغم الأهمية الاستراتيجية لهذا المشروع، إلا أن تنفيذه يواجه بعض التحديات، منها التكلفة المالية العالية، وتحديث البنية التحتية القائمة، وضمان التوازن بين تطور القطارات فائقة السرعة واحتياجات النقل العادي في المناطق الداخلية.

لكن بفضل رؤية المملكة الطموحة واستثماراتها المتزايدة في قطاع النقل، فإن تعزيز شبكة السكك الحديدية سيشكل رافعة قوية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وسيساهم في ترسيخ مكانة المملكة كمركز محوري للنقل في المنطقة.

يؤكد المشروع الجديد مرة أخرى التزام المملكة بتحديث بنيتها التحتية وتعزيز شراكتها الدولية لخدمة أهدافها التنموية، ومع اقتراب المواعيد الرياضية الكبرى، ينتظر أن يشكل تمديد الخط فائق السرعة إضافة نوعية تعزز مكانتها كوجهة حديثة ومتطورة في مجالات النقل والاستثمار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top