في مشهد يعكس تضامنا شعبيا واسعا، شهدت مدن مغربية عدة، مساء السبت 22 مارس، وقفات ومسيرات حاشدة دعما لقطاع غزة، وتنديدا بالعدوان الإسرائيلي المتجدد، التظاهرات، التي دعت إليها هيئات مدنية مناصرة للقضية الفلسطينية، مثل “الجبهة المغربية لدعم فلسطين” و”المبادرة المغربية للدعم والنصرة”، جاءت ردا على استئناف إسرائيل عملياتها العسكرية ضد المدنيين الفلسطينيين.
من تطوان وطنجة شمالا، إلى الدار البيضاء وآسفي غربا، وورزازات جنوب شرق، اجتمع آلاف المغاربة، رافعين الأعلام الفلسطينية، مرددين هتافات مناهضة للاحتلال، ومطالبين بتدخل دولي عاجل لوقف الإبادة، وشهدت المسيرات شعارات قوية مثل “الصهيوني طغى وتجبّر، وبالطوفان غادي يتكسر”، و”يا مسلمين يا أحرار، الأقصى ينادينا.. هل من مجيب”، تعبيرا عن الغضب المتزايد تجاه الانتهاكات الإسرائيلية.
وتأتي هذه الاحتجاجات في ظل تصعيد عسكري إسرائيلي بدأ فجر الثلاثاء الماضي، وأدى إلى مقتل 634 فلسطينيا، وإصابة 1172 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال، وفق بيانات وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، ويشكل هذا التصعيد خرقا واضحا لاتفاق وقف إطلاق النار الذي لم تلتزم إسرائيل بتنفيذ مرحلته الثانية، بعد انتهاء الأولى مطلع مارس الجاري.
على الرغم من التزام حركة حماس بكافة بنود الاتفاق، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استكمال المفاوضات، متأثرا بضغوط الأجنحة المتطرفة في حكومته، وينظر إلى هذا التصعيد على أنه استمرار لسياسة الحرب المفتوحة التي تنتهجها إسرائيل ضد غزة، بدعم مباشر من واشنطن، منذ 7 أكتوبر 2023، والتي أودت بحياة أكثر من 162 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، فضلا عن 14 ألف مفقود.
وفي ظل هذا المشهد المأساوي، تتزايد التساؤلات حول الموقف الدولي، ومدى قدرته على فرض حل يوقف نزيف الدم في غزة، كما تتجدد المطالب الشعبية في المملكة المغربية بضرورة الضغط على المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات فاعلة لوقف آلة القتل الإسرائيلية، وضمان حماية الشعب الفلسطيني من الانتهاكات المستمرة.
وتبقى قضية فلسطين حاضرة بقوة في وجدان الشارع المغربي، الذي لا يتوانى عن التعبير عن موقفه الرافض للاحتلال الإسرائيلي والداعم لحقوق الفلسطينيين في الحرية والاستقلال، ومع استمرار التصعيد، تتجه الأنظار نحو الخطوات القادمة التي قد تتخذها الجهات الحقوقية والدبلوماسية في المغرب وخارجه لوقف المجازر المتكررة بحق المدنيين الأبرياء.