الخبير التكنولوجي حاتم زغلول.. التفجيرات في لبنان قد تكون نتيجة تلاعب تقني متقدم
في تطور يثير الجدل حول استخدام التكنولوجيا في الحروب، كشف الدكتور حاتم زغلول، الخبير التكنولوجي المصري ومخترع تقنية الواي فاي، عن رؤيته حول التفجيرات التي استهدفت أجهزة الاتصال اللاسلكي “بيجر” في لبنان، والتي أودت بحياة 37 شخصا وأصابت أكثر من 2900 آخرين.
يرى زغلول أن التفجيرات قد تكون ناتجة عن تلاعب تقني داخل تلك الأجهزة، مستبعدا فرضية استخدام متفجرات تقليدية في العملية، وقال إن “التكنولوجيا قد تكون بالفعل العامل الخفي وراء تلك التفجيرات، إذ يمكن التلاعب ببرمجيات هذه الأجهزة أو إضافة مكونات داخلية تسبب أعطالا خطيرة تؤدي إلى تفجيرها”.
وأضاف الخبير أن هذه الحادثة قد تكون جزءا من تطور في أساليب الحرب التكنولوجية، مشيرا إلى أن “بعض المحللين ربطوا بين هذه الحادثة وتحديثات تكنولوجية شهدها العالم في الأشهر الأخيرة، مثل تحديثات أنظمة مايكروسوفت التي تسببت في تعطل عدة أنظمة حول العالم، مما يفتح المجال لاحتمال استخدام تلك التقنيات في اختبار قدرات القوى العظمى”.
يحذر زغلول من أن التطور التكنولوجي، خاصة في ظل التوترات الجيوسياسية العالمية، قد يزيد من خطر استخدام الإنترنت والأجهزة المتصلة به كأداة في الحروب، ويقول “أصبحنا نعتمد بشكل شبه كامل على الاتصال الرقمي في كل مجالات الحياة، من الاقتصاد والتعليم إلى الأمن والرعاية الصحية، إذا تعرضت هذه الشبكات لعطل كبير، فقد يتوقف العالم عن الحركة”.
التفجيرات التي استهدفت أجهزة “بيجر” أثارت العديد من التساؤلات حول إمكانية وقوع هجمات سيبرانية معقدة كجزء من خطط عسكرية، وأوضح زغلول أن الهجمات التكنولوجية المتطورة، والتي تشمل التعطيل الرقمي للبنية التحتية، يمكن أن تكون وسيلة جديدة في الصراعات بين الدول.
في ظل تزايد الاعتماد العالمي على التكنولوجيا وتطور الأساليب السيبرانية، تبدو الحروب المستقبلية أكثر تعقيدا وتشمل مزيجا من الأدوات العسكرية التقليدية والتكنولوجيا الحديثة، لا تزال التحقيقات جارية حول تفاصيل التفجيرات في لبنان، ولكن من الواضح أن التكنولوجيا قد تغير قواعد اللعبة في الصراعات المعاصرة.
يشير هذا النوع من الحوادث إلى حقبة جديدة من الحروب تعتمد على التكنولوجيا والاتصالات الرقمية، مما يضع العالم أمام تحديات أمنية غير مسبوقة، تحتاج إلى استراتيجيات متطورة لمواجهتها.