الجالية المغربية في هولندا يردون على الاستفزازات بروح التضامن
أمستردام – موراكوش
في مساء يوم 7 نوفمبر 2024، وبعد نهاية مباراة حماسية بين نادي أياكس أمستردام وفريق مكابي تل أبيب الإسرائيلي، شهدت شوارع العاصمة الهولندية تطورات مفاجئة هزت الأوساط المحلية، ووفقا لتقارير شهود العيان، شهدت شوارع المدينة تجمعات وصدامات تلت المباراة التي انتهت بفوز كبير لأياكس بنتيجة 5-0، فقد قام مجموعة من المشجعين المتطرفين بعد المباراة بالتحريض ضد العرب، حيث استمروا في هتافات عنصرية وإشارات استفزازية، بما في ذلك أغاني تسيء إلى الفلسطينيين وتستهدف الجاليات العربية.
لكن ما لم يكن متوقعا هو رد فعل الجالية المغربية، التي تمثل نحو %10 من سكان أمستردام، بمجرد أن تم تداول واقعة رفع علم فلسطيني من نافذة أحد المغاربة، انطلقت سلسلة من التحركات السريعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأظهرت تضامنا قويا من جميع أفراد الجالية المغربية في المدينة.
في دقائق معدودة، توافد المئات من المغاربة وغيرهم من أبناء الجاليات العربية إلى مكان الحادثة، متسلحين بإيمانهم العميق بقيم الوحدة والكرامة، هذا الحشد الجماهيري لم يكن مجرد رد فعل على الاستفزازات، بل كان رسالة واضحة بأن التضامن بين أفراد الجالية يمكن أن يتحول إلى قوة لا يمكن تجاهلها.
العديد من الشهود أكدوا أن الحادثة لم تقتصر على تصدي الجالية المغربية للاعتداءات اللفظية فحسب، بل تمكّنوا أيضا من إظهار روح الوحدة عبر المساعدة المتبادلة والتمسك بالحقوق المشروعة في العيش بسلام في مجتمع متعدد الثقافات.
وقال أحد ممثلي الجالية المغربية في أمستردام “في مثل هذه اللحظات، يتعين علينا أن نكون مثالا للتضامن، وأن نعمل جميعا من أجل الحفاظ على قيم السلام والاحترام المتبادل، هذه ليست فقط معركة ضد العنصرية، بل هي أيضا دعوة لتجسيد التعايش السلمي بين الثقافات.”
في حين كانت الحادثة قد خلّفت بعض الاضطرابات، فإن رد فعل الجالية المغربية جاء ليؤكد أن الأزمات لا تكسر الروح بل تقويها، هذا الموقف أظهر قدرة المجتمعات على التحرك بسرعة، مدفوعة بالثقة في قدرتها على تحقيق التغيير الإيجابي، مهما كانت الظروف.
ويختتم ناشطون من الجالية بالقول: “هذه الحادثة كانت فرصة للتأكيد على أن الوحدة في التنوع هي مفتاح التعايش السلمي، نحن هنا ليس فقط لندافع عن حقوقنا، بل أيضا لنبني مجتمعات قائمة على الاحترام المتبادل والعدالة.”