التضامن المغربي مع الصحافيين الفلسطينيين في ظل العدوان الإسرائيلي
لم تمض سوى أيام قليلة على حملة تنديد واسعة بالتطبيع الإعلامي مع الاحتلال الإسرائيلي، وإطلاق عريضة تضامنية مع “الزملاء ضحايا العدوان الإسرائيلي في غزة”، حتى أعلن ائتلاف “إعلاميون مغاربة من أجل فلسطين ومناهضة التطبيع” عن تنظيم وقفة رمزية السبت الماضي، 31 عشت، أمام البرلمان في العاصمة الرباط، الهدف من هذه الوقفة هو التنديد باستهداف الصحافيين الفلسطينيين والمطالبة بإغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي في المملكة المغربية.
في الأيام الأخيرة، تصاعدت الأصوات المغربية المنددة بالتطبيع الإعلامي مع إسرائيل، حيث وقع 170 صحافيا مغربيا على عريضة تضامن مع زملائهم في غزة، جاء هذا التحرك في سياق رفض محاولات تجنيد صحافيين مغاربة لخدمة أجندة الاحتلال، وذلك بالتوازي مع استمرار العدوان الإسرائيلي منذ أكتوبر 2023.
أوضح ائتلاف “إعلاميون مغاربة من أجل فلسطين” في بيانه أن هذه الوقفة لا تقتصر على الجسم الصحافي فحسب، بل تمت دعوة كافة التنظيمات المدنية المساندة للقضية الفلسطينية. هذه الدعوات تؤكد على التضامن المغربي التاريخي مع الشعب الفلسطيني في مواجهة التقتيل والعدوان المستمر.
تحت شعار “اغتيال الصحافيين هو قتل الحقيقة”، عبّر الائتلاف عن موقفه الصريح ضد الانتهاكات التي يتعرض لها الصحافيون الفلسطينيون، وخاصة في قطاع غزة، وأشار إلى أن إسرائيل تستمر في محاولة تبييض صورتها عبر وسائل الإعلام، فيما يواصل جيشها ارتكاب المجازر بحق المدنيين والصحافيين، حيث بلغ عدد الشهداء الصحافيين في غزة 168 منذ بداية العدوان.
الائتلاف ربط بين محاولات إسرائيل لتجنيد الصحافيين المغاربة والمجازر التي يرتكبها جيشها في فلسطين، مؤكدين أن الصحافيين الشهداء كانوا يدافعون عن الحقيقة باستخدام القلم والكاميرا، وهي “جريمة” لم يحتملها الاحتلال.
في بيانه، شدد الائتلاف على ضرورة رفض أي تعاون إعلامي مع إسرائيل، واعتبر أن الاعتماد على الرواية الإسرائيلية يعد تواطؤا مع الاحتلال وجرائمه، كما حذر من خطر الوقوع في فخ مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط، داعيا النقابة الوطنية للصحافة المغربية إلى اتخاذ إجراءات صارمة بحق أي صحافي يتورط في الدعاية لصالح الاحتلال.
عبر الائتلاف عن تضامنه المطلق مع الإعلاميين الفلسطينيين، ومع شبكة الجزيرة التي فقدت سبعة من صحافييها خلال العدوان على غزة، كما طالب بإغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي ومكاتب التلفزيون الإسرائيلي في المغرب، مشيرا إلى خطورة “التسلل الصهيوني” في الفضاء الإعلامي المغربي.
الوقفات والتحركات المناهضة للتطبيع تعكس التزاما مغربيا صريحا بدعم القضية الفلسطينية، وتجدد التأكيد على براءة الشعب المغربي من أي تطبيع مع الاحتلال، هذا التضامن الذي يعبر عن نبض الشارع المغربي يؤكد على التمسك بالقيم الإنسانية ورفض أي انتهاك لحرية الصحافة، باعتبارها صوت الحقيقة في وجه القمع والعدوان.