مع حلول شهر رمضان المبارك، الشهر الذي تتنزل فيه البركات وتعمّ فيه الرحمة، شهدت العديد من اقاليم المملكة المغربية تساقطات مطرية مباركة، لتكون آية أخرى من آيات الله في هذا الشهر الفضيل، هذه الأمطار التي نزلت في مختلف المناطق لم تكن مجرد ظاهرة طبيعية عابرة، بل حملت معها أبعادا روحية وربانية تستحق التأمل والتفكر.
في الموروث الإسلامي، يرتبط نزول المطر برحمة الله واستجابة الدعاء، خاصة في أوقات الطاعة والعبادة، مما يجعل المسلم يستبشر بهذه القطرات المباركة، ويرى فيها بشائر الخير، سواء في إحياء الأرض أو إجابة الدعوات التي ترتفع في ليالي رمضان المفعمة بالخضوع والابتهال.
رغم الفرحة التي صاحبت هذه التساقطات، إلا أن بعض المناطق عانت من تداعياتها السلبية، مثل الفيضانات أو تعطل بعض البنى التحتية، مما يذكرنا بأهمية الاستعداد والتخطيط السليم لتقليل المخاطر الناجمة عن التقلبات المناخية، فالمطر نعمة، لكنه قد يتحول إلى ابتلاء إذا لم تتخذ التدابير اللازمة لإدارته بحكمة.
شهر رمضان ليس مجرد مناسبة للصيام والقيام، بل هو مدرسة روحية تدعو الإنسان للتفكر في النعم التي تحيط به، ومنها المطر، فكما أن الماء يحيي الأرض بعد موتها، فإن هذا الشهر الكريم يحيي القلوب بالإيمان والصفاء، لذا، علينا أن نقابل هذه النعم بالشكر والسعي للحفاظ على الموارد الطبيعية، والعمل على تحقيق التوازن بين الاستفادة منها وحمايتها للأجيال القادمة.
في الختام، يبقى نزول المطر في رمضان حدثا يحمل في طياته دلالات عظيمة، تذكيرا بقدرة الله، ودعوة للإنسان كي يكون أكثر وعيا ببيئته وأكثر شكرا لخالقه، فهل وعينا حقا درس هذه الرحمة السماوية؟