التحول الرقمي في الكرة المغربية.. خطوة نحو المستقبل
تشهد كرة القدم المغربية مرحلة تحول جديدة، بقيادة طموحة تسعى إلى الارتقاء باللعبة إلى مستويات أعلى على الصعيدين المحلي والدولي، في إطار هذا الطموح، اجتمع امس الجمعة كل من غيثة مزور، وزيرة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، وفوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، في مدينة سلا، لوضع أسس برنامج تحول رقمي شامل للكرة المغربية.
هذا البرنامج ليس مجرد استراتيجية عابرة، إنه رؤية متكاملة تهدف إلى إدخال التكنولوجيا في كافة جوانب كرة القدم المغربية، يجمع بين تحسين الأداء الرياضي للاعبين من خلال التكنولوجيا الحديثة، وتطوير البنية التحتية الإدارية للجامعة، بما يعرف بمشروع “صفر ورقة” الذي يسعى إلى جعل العمليات الإدارية أكثر دقة وفعالية.
أثناء الاجتماع، أكدت الوزيرة غيثة مزور على أهمية التعاون بين الجهات المعنية لضمان نجاح هذا التحول. وقالت: “إن هذا البرنامج يمثل خطوة هامة نحو تعزيز التنافسية في كرة القدم المغربية عبر توظيف التكنولوجيا الحديثة”، حديثها يعكس التزام الحكومة المغربية بدعم كل ما من شأنه الارتقاء بالقطاع الرياضي، وهو التزام يتناغم مع التوجهات الملكية التي لطالما أكدت على ضرورة الاستفادة من التحول الرقمي في مختلف القطاعات.
من جانبه، شدد فوزي لقجع على أن هذا المشروع الرقمي يقع في صميم استراتيجيات الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، “نحن نؤمن بأن التحول الرقمي ليس مجرد أداة لتحسين الأداء الرياضي فحسب، بل هو عنصر أساسي في تحديث بنية الجامعة الإدارية وتسهيل التدبير اليومي”. تصريح لقجع يظهر أن الجامعة تدرك تماما أن المستقبل لا يقتصر فقط على الأداء في الملاعب، بل يمتد ليشمل أيضا كيفية إدارة المؤسسة الرياضية نفسها.
ليس من السهل على أي مؤسسة رياضية أن تجتاز العقبات المتزايدة في عالم كرة القدم الحديثة دون أن تتبنى التطورات التكنولوجية، في عصر تعتمد فيه أندية كرة القدم الكبرى على البيانات لتحليل أداء اللاعبين، والاستفادة من التقنيات المتقدمة لتطوير استراتيجيات اللعب، بات لزاما على الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم أن تسير على نفس النهج لتبقى قادرة على المنافسة على الساحة الدولية.
برنامج التحول الرقمي الذي تم عرضه في هذا الاجتماع يسعى إلى تقديم بيئة تكنولوجية متقدمة لتطوير اللاعبين على المستويات كافة، ابتداء من الفئات العمرية الصغيرة وصولا إلى المنتخب الوطني. يعد هذا التوجه خطوة نحو تحقيق إنجازات رياضية كبيرة، وضمان قدرة الكرة المغربية على مواكبة التطورات العالمية.
يرتكز هذا المشروع على مفهوم أساسي آخر وهو “صفر ورقة”، قد يبدو الأمر مجرد تحسين إداري، لكنه في جوهره تغيير جذري في كيفية إدارة الجامعة، تقليل الأخطاء الإدارية، تسهيل المعاملات، وضمان شفافية العمليات، كلها أهداف يسعى هذا المشروع إلى تحقيقها، كما سيساهم في جعل الجامعة أكثر استجابة لاحتياجات الأندية واللاعبين، وهو ما يعزز قدرتها على التعامل مع التحديات المتزايدة في الرياضة الحديثة.
ما يجعل هذا المشروع ذا أهمية كبرى هو أنه يأتي في سياق التوجيهات الملكية التي تدعو إلى التحول الرقمي في مختلف القطاعات، فالملك محمد السادس لطالما أكد على ضرورة أن تكون المغرب جزءا من الثورة الرقمية التي يشهدها العالم، ومن خلال هذا المشروع، تعزز الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم التزامها بتلك الرؤية، محاولة خلق منظومة رياضية حديثة تتماشى مع تطلعات الوطن وتزيد من حضوره على الساحة الرياضية الدولية.
التحول الرقمي في كرة القدم المغربية ليس مجرد مشروع عابر، بل هو بداية لعصر جديد يضع التكنولوجيا في صميم تطوير الرياضة الوطنية، هذا التحول سيشكل نقطة تحول في مسار الكرة المغربية، خاصة إذا تم تنفيذه بالشكل المطلوب وبالتعاون بين جميع الجهات المعنية، من المؤكد أن المستقبل يحمل في طياته فرصا كبيرة لتطور كرة القدم في المملكة، وما برنامج التحول الرقمي إلا أحد أهم مفاتيح هذا النجاح.