الإيسيسكو تدق ناقوس الخطر.. دمج الأجندة الخضراء في التعليم ضرورة ملحة
في مواجهة تحديات تغير المناخ المتسارعة، يبرز التعليم كأداة حاسمة لمعالجة الأزمة البيئية العالمية، وقد أطلق مدير عام منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، سالم بن محمد المالك، دعوة ملحة لاعتماد برامج بيئية ضمن الأنظمة التعليمية خلال ندوة أقيمت على هامش مؤتمر الأطراف “كوب 29” في باكو بأذربيجان. دعوة تعكس تحولا ضروريا نحو دمج التعليم والسياسات البيئية لمجابهة الأخطار المتنامية للتغير المناخي.
جاءت هذه الدعوة خلال ندوة بعنوان “التنمية البشرية وتخضير التعليم من أجل التكيف مع تغير المناخ”، حيث أكد المالك على أن دمج الأجندة الخضراء في التعليم يمثل خطوة استراتيجية للتعامل مع الأثر السلبي للتغيرات المناخية، وأوضح أن تحضير التعليم، والذي يشمل تطوير مناهج تسعى لدمج مفاهيم حماية البيئة والطاقة المتجددة، يمثل مفتاحا لتهيئة جيل قادر على مواجهة التحديات البيئية الراهنة.
وأشار إلى أن تحقيق الاستدامة يتطلب تعاونا جماعيا بين المؤسسات المعنية بالتعليم وصناع السياسات المناخية، مما يضمن بيئة تعليمية آمنة ومستدامة، وأعلن المالك عن إطلاق إطار الإيسيسكو لتحضير التعليم بالتعاون مع جامعة كامبريدج، كإحدى الخطوات البارزة نحو تحقيق هذا الهدف.
ينعقد مؤتمر الأطراف “كوب 29” وسط تحديات سياسية وبيئية كبيرة، لا سيما مع عودة دونالد ترامب للرئاسة الأمريكية وما قد يترتب عليه من تأثيرات على الالتزام باتفاقية باريس للمناخ، الولايات المتحدة، بوصفها ثاني أكبر مصدر للانبعاثات الكربونية، تلعب دورا محوريا في تحقيق أهداف المناخ، مما يجعل من الضروري تعزيز التعاون الدولي لدعم الجهود المناخية.
رغم هذه التحديات، يشكل المؤتمر منصة حيوية لتحديد أهداف تمويل المناخ ودعم الدول النامية في التخفيف من آثار التغير المناخي، كما أن مبادرات مثل إطار الإيسيسكو لتحضير التعليم تبرز كحلول مبتكرة لتعزيز الوعي البيئي وضمان مستقبل مستدام.
دعوة الإيسيسكو لتجضير التعليم ليست مجرد مبادرة تعليمية، بل هي استجابة ملحة لواحدة من أخطر أزمات العصر، التعليم الأخضر يمثل المفتاح لبناء جيل جديد من القادة البيئيين القادرين على مواجهة تحديات المناخ.
