الأمبودسمان بين تحديات الحوكمة وآفاق التعاون الدولي
هونغ كونغ – موراكوش
في سياق المؤتمر الدولي الذي انعقد في هونغ كونغ خلال الفترة الممتدة من 2 إلى 4 دجنبر 2024، تحت شعار “الأمبودسمان في عالم متغير: التعلم من دروس الماضي والتحضير للمستقبل”، برزت كلمة محمد بنعليلو، وسيط المملكة المغربية والنائب الأول لرئيس المعهد الدولي للأمبودسمان، كمحور أساسي للنقاش حول التعاون الدولي وتطوير حوكمة المؤسسات.
خلال كلمته الافتتاحية، أشار بنعليلو إلى أهمية التعاون الدولي في تحقيق حوكمة إدارية متطورة، تتماشى مع تنوع الأنظمة القانونية والسياسية، وقد طرح مقترحا طموحا لإنشاء آلية تنسيقية تجمع بين مختلف الهيئات والمؤسسات الوطنية والدولية، بهدف تعزيز الحقوق الإدارية وضمان انسجام الممارسات مع التحديات الراهنة.
كما أكد وسيط المملكة المغربية على أهمية استلهام النموذج المؤسسي للأمبودسمان لمعالجة ما وصفه بـ”أزمة المحافظين”، وهي أزمة تتجلى في الفجوة بين التوجهات الإدارية الحديثة ومتطلبات المواطنين في بيئات معقدة ومتغيرة.
تطرق بنعليلو إلى التحديات التي تواجه بعض المؤسسات الأمبودسمانية في إدراج موضوعها ضمن محاور التعاون الدولي، وأشار إلى أن الاستقلالية المؤسسية تعد عاملا مؤثرا، إذ غالبا ما تفضل الدول تبني سياسات مستقلة تتجنب الانخراط في اتفاقيات قد تفسر على أنها انتقاص من السيادة.
وأشار أيضا إلى أن محدودية الكفاءات المهنية داخل مؤسسات الأمبودسمان تعد عائقا أمام تعزيز أدوارها، داعيا إلى تبني مناهج مبتكرة وأدوات متطورة لدعم هذه المؤسسات في تحقيق أهدافها.
اقترح الوسيط تصنيف التعاون الدولي إلى مستويات مختلفة، منها التعاون الأساسي الذي يرتكز على مبادئ واضحة وأهداف مشتركة، والتعاون المنظم الذي يبنى على شراكات استراتيجية بين المؤسسات، والتعاون الظرفي الذي يعتمد على احتياجات وتحديات معينة.
ودعا إلى استحداث إطار مرجعي عالمي يمكن من تحسين أداء مؤسسات الأمبودسمان على المستوى الدولي، مع التأكيد على أهمية مساهمة المملكة المغربية بمبادرات نوعية لتصحيح مسار المدونات الدولية.
ختم بنعليلو مداخلته بالتأكيد على الدور الحاسم لوسائل الإعلام في رفع مستوى الوعي ببرامج الأمبودسمان الدولية، مشددا على أهمية تفعيل النقاش المجتمعي حول هذه القضايا، واعتبر أن إشراك الجمهور يمثل ضمانة لتحقيق تعاون مستدام بين الدول والمؤسسات.
جاءت كلمة محمد بنعليلو بمثابة خارطة طريق لمستقبل مؤسسات الأمبودسمان، حيث أكد على أهمية التعاون الدولي كأداة أساسية لتطوير حوكمة فعالة تعزز الحقوق الإدارية وتستجيب لتطلعات المواطنين في بيئات دولية تتسم بالتغير والتحديات.