افتتاح أولمبياد باريس 2024: استعراض شيطاني أم إبداع فني ؟
أثار حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024 موجة كبيرة من الغضب والانتقادات على الصعيدين الوطني والدولي، حيث وصف الحفل بأنه فاضح ومخزي ومليء بمشاهد تزدري الأديان وتشجع على الانحلال الأخلاقي والفكري.
الحفل، الذي أقيم مساء الجمعة الماضي، ضم مشاهد وصفت بأنها تكرس لعبادة الشيطان، حيث تضمن عرضا يجسد لوحة العشاء الأخير للفنان ليوناردو دافنشي، ولكن بشخصيات شاذة جنسيا وأخرى تمثل المتحرشين بالأطفال او ما يسميهم البعض بالبيدوفيليا. كما ظهر في العرض تماثيل لـمولوخ، الذي يذكر في الكتاب المقدس كوثن كنعاني كان يتم تقديم الأطفال قرابينا له، مما أثار تذكيرا بالممارسات الوحشية لكيان الاحتلال ضد أطفال غزة.
ما زاد من حدة الغضب هو إصرار الحفل على إظهار الرذيلة وكأنها رسالة تعبر عن تأييد الشذوذ الذي كان حضوره لافتا وموضع تقدير في مشاهد الحفل، واعتبر العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي أن هذه المشاهد تعبر عن نهاية الحضارة المادية، والتي باتت تميز بوضوح بين الحق والباطل والنور والظلمة.
لم تقتصر الانتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي، بل وصلت إلى مؤتمر الأساقفة الفرنسيين الذي اعتبر أن حفل الافتتاح تضمن مشاهد سخرية واستهزاء بالمسيحية، مشيرا إلى مشاركة متحولين جنسيا في مشهد تمثيلي فسر على أنه محاكاة ساخرة للعشاء الأخير للمسيح، وفي بيان له، أعرب المؤتمر عن تضامنه مع جميع المسيحيين حول العالم الذين تأذوا من هذه المشاهد، وشكر أعضاء الطوائف الدينية الأخرى الذين أبدوا تضامنهم مع المسيحيين.
حركة الاستنكار لم تقف عند حدود الانتقادات الشعبية فقط، بل شملت أيضا الاحتجاج على مشاركة البعثة الإسرائيلية واستبعاد البعثتين الروسية والبيلاروسية تحت عنوان رفض سفك الدماء الأوكرانية.
تحت وسم العشاء الأخير، غرد الشيخ حسين زين الدين قائلا: العشاء الأخير لكذبة الحضارة الغربية.. من يوافقون على قتل أهل غزة، لو عاد المسيح لأعادوا محاولة قتله، ولأعانهم على ذلك بعض المتسبين إليه.
هذا الحفل الذي كان من المفترض أن يكون مناسبة للاحتفال بالرياضة والوحدة العالمية، أثار بدلا من ذلك انقساما عميقا وأعاد فتح النقاش حول القيم التي يجب أن يتمسك بها المجتمع الدولي.