إشارات تقارب في أفق إعادة العلاقات الدبلوماسية المغربية الإيرانية
بعد سنوات من القطيعة الدبلوماسية بين المملكة المغربية وإيران، عاد الحديث عن إمكانية استعادة العلاقات الثنائية بين البلدين إلى الواجهة، فقد أثارت تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، التي رحب فيها بتحسين العلاقات مع المملكة، اهتماما واسعا، خاصة في ظل تقارير تشير إلى لقاءات غير معلنة بين ممثلين من الجانبين، فهل يعكس هذا تحولا حقيقيا في مسار العلاقات، أم أن التوترات الإقليمية ما زالت تعيق أي تقارب؟
في عام 2018، قررت المملكة المغربية قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران على خلفية ما وصفته بأدلة دامغة على تواطؤ طهران مع جبهة البوليساريو، ووفقا لوزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة، تضمنت الأدلة تواريخ وأماكن لقاءات بين ضباط حزب الله ومسؤولي البوليساريو، إضافة إلى قائمة بأسماء العملاء المتورطين في هذه العمليات.
من جهتها، نفت إيران مرارا الاتهامات، ووصفتها بأنها ادعاءات لا أساس لها من الصحة، مؤكدة التزامها بسياسة عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، ومع ذلك، ظلت الرباط متمسكة بموقفها، معتبرة أن سيادتها الوطنية خط أحمر لا يمكن التهاون فيه.
رغم الخلافات العميقة، شهدت الفترة الأخيرة مؤشرات على تقارب محتمل بين البلدين، فقد صرحت إيران بأنها لم تبادر إلى قطع العلاقات مع المملكة، مؤكدة رغبتها في تحسين العلاقات بناء على الحكمة والكرامة والمصلحة، من جهة أخرى، أعرب ناصر بوريطة في وقت سابق عن عدم وجود عداوة تجاه إيران، لكنه شدد على ضرورة توقف طهران عن دعم الجماعات الانفصالية المسلحة.
كما تشير التقارير إلى لقاءات غير رسمية بين مسؤولين مغاربة وإيرانيين لاستكشاف إمكانية إعادة العلاقات الدبلوماسية، تأتي هذه التطورات في ظل تغيرات إقليمية ودولية، حيث تسعى إيران إلى تحسين علاقاتها مع الدول الإسلامية، بينما يواصل المغرب توطيد شراكاته الاستراتيجية مع دول الخليج.
إن التقارب المحتمل بين المملكة المغربية وإيران يمكن أن يحمل فرصا وتحديات على حد سواء، فمن جهة، قد يسهم في تهدئة التوترات الإقليمية وفتح آفاق جديدة للتعاون الإسلامي، ومن جهة أخرى، يظل نجاح هذه الجهود مرهونا بقدرة الطرفين على تجاوز الملفات الخلافية، خاصة دعم الجماعات الانفصالية.