فن وثقافة

إحياء الذكرى الـ300 لميلاد الشاعر والمفكر التركماني

شارك المقال

شهد مقر منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) بالعاصمة الرباط، يوم الأربعاء، فعالية متميزة لإحياء الذكرى الـ300 لميلاد الشاعر والمفكر التركماني مختوم قلي فراغي، أحد أعلام الثقافة التركمانية والإسلامية. الفعالية، التي نظمت بالشراكة مع المنظمة الدولية للثقافة التركية (تركسوي) ووزارة خارجية تركمانستان، عكست أبعادا ثقافية وفكرية عميقة تحتفي بتراث هذا الشاعر المرموق.

افتتحت الفعالية بعرض فيلم وثائقي يحمل عنوان “رحلة مختوم قلي فراغي”، استعرض السيرة الذاتية للشاعر والتحديات التي واجهها في مسيرته الأدبية والفكرية، كما ألقيت كلمات من كبار الشخصيات الحاضرة، أبرزها كلمة سلطان باي رايف، الأمين العام لـ”تركسوي”، الذي أوضح أن هذا الحدث يأتي تتويجا لسنة حافلة بالاحتفالات الثقافية والفنية التي نظمتها تركمانستان وعدد من الدول لإحياء ذكرى مختوم قلي فراغي، وأشار إلى أهمية الفعالية باعتبارها بداية تعاون وثيق بين تركسوي والإيسيسكو، من شأنه تقوية العلاقات الثنائية وتعزيز الحوار الثقافي بين العالم الإسلامي وتركمانستان.

نائبة وزير خارجية تركمانستان، مهري باشيموفا، أكدت في كلمتها أن مختوم قلي فراغي يمثل قيمة كبرى في التراث الثقافي والشعري العالمي. وأشارت إلى أن تركمانستان سجلت ديوان الشاعر ضمن قائمة تراثها الوطني عام 2014، في خطوة تعكس تقديرها للموروث الثقافي المحلي. كما أعلنت عن إعداد موسوعة شاملة لمختوم قلي فراغي، تهدف إلى تعميق التعاون الأدبي وحماية الإرث الثقافي المشترك.

من جهته، شدد الدكتور سالم بن محمد المالك، مدير عام الإيسيسكو، على أن الاحتفاء بمختوم قلي فراغي يمثل تجسيدا للتعاون بين الدول الإسلامية في مجال صون التراث الثقافي. وأعرب عن استعداد المنظمة للعمل المشترك مع تركمانستان لاكتشاف المزيد من الكنوز التراثية التي ساهمت في بناء الحضارة الإسلامية، مع التركيز على تعزيز مستقبل التعاون الثقافي بين الجانبين.

ولد مختوم قلي فراغي عام 1724 في قرية حاجي قوشان بشمالي إيران قرب الحدود التركمانية، ونشأ في ظل والده الشاعر الشهير دولت محمد آزادي، الذي أثر في تكوينه الأدبي والفكري، قضى حياته في السفر بين مختلف البلدان المجاورة، حيث أغنى الشعر التركماني بأعماله التي تجاوزت 10 آلاف بيت شعري، تناولت قضايا إنسانية واجتماعية وفلسفية.

م المهدي غرايبة

صحفي مهني وباحث في مجال الإعلام الرقمي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *