أخبار مضللة عن مشاركة المملكة المغربية في العدوان على غزة: حقائق وملابسات
في الآونة الأخيرة، تداولت بعض المصادر الإعلامية الجزائرية المقربة من قصر المرادية شائعات تزعم مشاركة المملكة المغربية بـ4 آلاف جندي إلى جانب إسرائيل في العدوان على قطاع غزة. هذه الشائعات استخدمت الهوية البصرية لقناة الجزيرة لتضليل الجمهور، مما أثار جدلا واسعا حول صحة هذه الادعاءات ودوافعها.
تزامنت هذه الأخبار المفبركة مع فترة من التوتر السياسي بين المملكة المغربية والجزائر. العلاقات الثنائية بين البلدين متوترة منذ سنوات، وتتخللها نزاعات سياسية واقتصادية وإعلامية. يمكن فهم تداول مثل هذه الأخبار في سياق هذه التوترات المستمرة.
الأسلوب الذي استخدم لنشر هذه الأخبار الزائفة و تضمن استغلال الهوية البصرية لقناة الجزيرة، وهي وسيلة إعلامية معروفة وموثوقة في العالم العربي. هذه التقنية في التضليل تهدف إلى إضفاء مصداقية مزيفة على الأخبار المفبركة، وجذب انتباه الجمهور الذي يثق بمصداقية الجزيرة.
التحقق من صحة الأخبار يعد جزءا أساسيا من ممارسة الصحافة المهنية، في هذا السياق، لم تقدم أي جهة رسمية أو غير رسمية موثوقة دليلا يؤكد مشاركة المملكة في العدوان على غزة. بل على العكس، المملكة المغربية كانت دائما داعمة للقضية الفلسطينية على المستويين الرسمي والشعبي، وقد تميزت بمواقف متوازنة تدعو إلى السلام والحوار لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وموقفها الرسمي تجاه القضية الفلسطينية هو دعم حقوق الفلسطينيين وإقامة دولتهم المستقلة.
أثار تداول هذه الأخبار المفبركة ردود فعل واسعة النطاق، حيث اعتبرها الكثيرون محاولة لتشويه سمعة المملكة والمزايدة على مواقفها الثابتة من القضية الفلسطينية. العديد من المحللين والمتابعين أكدوا أن هذه الشائعات لا تصمد أمام العقل والمنطق، وهي تعكس أزمة في الخطاب الإعلامي الجزائري الذي يحاول تغطية القصور الداخلي بشعارات خارجية.
يبدو أن هذه الشائعات تأتي في إطار حملة أكبر تهدف إلى صرف الانتباه عن المشاكل الداخلية التي تعاني منها الجزائر، مثل الأزمات الاقتصادية والسياسية. تعتبر الجزائر مواقف المملكة المغربية القوية والمستقرة إزاء العديد من القضايا الإقليمية والدولية بمثابة تحد لنفوذها في المنطقة.
في عالم يتزايد فيه انتشار الأخبار الزائفة والتضليل الإعلامي، يبقى التحلي بالوعي النقدي والاعتماد على مصادر موثوقة أمرا ضروريا، الشائعات التي تزعم مشاركة المملكة في العدوان على غزة تفتقر إلى أي دليل ملموس، وتعد جزءا من حملة تشويه تهدف إلى تقويض مواقف المملكة المغربية المشرفة تجاه القضية الفلسطينية. يجب على الجمهور أن يبقى واعيا ومدركا للسياسات الإعلامية المغرضة، وأن يعتمد على مصادر موثوقة لتكوين رأيه.