طنجة تنتفض في أول أيام عيد الأضحى.. آلاف المغاربة يجددون التضامن مع غزة في مسيرة حاشدة
في مشهد مهيب يختزل نبض الشارع المغربي وقيم التضامن المتجذرة في وجدان الأمة، احتشد آلاف المواطنين مساء السبت بعروسة الشمال طنجة، في مسيرة جماهيرية تضامنية دعت إليها “المبادرة المغربية للدعم والنصرة”، للتنديد بحرب الإبادة المتواصلة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.
المسيرة التي تزامنت مع أول أيام عيد الأضحى المبارك في المملكة المغربية، تحوّلت إلى تظاهرة حاشدة جابت شوارع المدينة، مردّدة شعارات قوية تدين الجرائم المرتكبة بحق المدنيين في غزة، وتطالب بتحرك فعلي عربي ودولي لوقف العدوان، وفتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية، وسط رفع الرايات الفلسطينية والمغربية في تعبير رمزي عن وحدة المصير بين الشعبين.
“تحية مغربية لفلسطين الأبية”، “المغرب وفلسطين.. شعب واحد مش شعبين”، كانت من بين الشعارات التي هزّت أرجاء عاصمة البوغاز طنجة، حيث لم تمنع أجواء العيد المواطنين من الخروج بكثافة للتعبير عن موقفهم الأخلاقي والوطني من مأساة غزة، التي فاقت كل حدود الإنسانية.
ورغم فارق التوقيت في الاحتفال بعيد الأضحى بين المملكة المغربية ومعظم الدول الإسلامية، فإن القضية الفلسطينية أثبتت مرة أخرى أنها قاسم مشترك يوحد المغاربة، الذين دأبوا على تنظيم وقفات ومسيرات شبه يومية منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023.
وتأتي هذه المسيرة في ظل استمرار الحصار الخانق الذي تفرضه إسرائيل على القطاع منذ أكثر من ثلاثة أشهر، منذ إغلاق المعابر يوم 2 مارس الماضي، ومنع دخول الغذاء والدواء والوقود، مما فاقم من حجم الكارثة الإنسانية، وجعل سكان غزة في مواجهة مفتوحة مع الجوع والمرض والموت.
وبينما يتواصل الصمت الدولي، أو في أحسن الأحوال الاكتفاء بالتنديد، تواصل إسرائيل ارتكاب مجازر ممنهجة ضد المدنيين، تحت غطاء الدعم السياسي والعسكري الأمريكي، مما أدى إلى استشهاد أكثر من 180 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى آلاف المفقودين ومئات آلاف النازحين.
في ظل هذا المشهد القاتم، يبرز الشارع المغربي كصوت ضمير حيّ، يذكّر العالم بأن التطبيع لا يعبّر عن الشعوب، وبأن فلسطين ستظل حاضرة في الوجدان المغربي، مهما حاول البعض إقصاءها من أولويات الخطاب الرسمي أو الإعلامي.
لقد جاءت مسيرة طنجة لتؤكد أن قضية فلسطين ليست فقط قضية أرض، بل قضية كرامة وحق وعدالة، وأن أصوات الشعوب، حتى في زمن التخاذل، قادرة على إعادة المعنى إلى مفاهيم التضامن والحرية.
إرسال التعليق